أثارت التغيرات المناخية الأخيرة بوهران مخاوف عند مزارعي القمح والشعير، من إصابة بأمراض الرطوبة تكسر السيقان، قبيل الحصاد، ومن المتفق عليه أن تساقط الأمطار في أوقات مختلفة وغير متباعدة تؤثر بصفة مباشرة على المنتوج وجودته، إلى درجة الاتلاف.
وقال عدد من الناشطين بوادي تليلات، إن جودة مثل هذه الحبوب التي يمكن حصادها ستكون سيئة لا تصلح إلا لإطعام الماشية. وأمام هذه الوضعية الخارجة عن نطاق الفلاح، ينتظر هؤلاء حسب ما ورد عنهم تدخلا للجهات المعنية لمساعدة المتضررين والإحاطة بهم، خاصة وأنهم كانوا يأملون أن يتم الموسم الفلاحي على أحسن ما يرام، لتعويض سنوات الجفاف التي شهدتها المنطقة وتركت أغلبية الفلاحين يتخبطون في الديون.
وعلم من المصالح الفلاحية، بأن جميع التدابير اتخذت بشأن الوقاية من حرائق محتملة من خلال تجهيز الحاصدات بعتاد إخماد النيران في حالة حدوثها وتسخير شاحنات ذات صهاريج لمواجهة كل طارئ، ناهيك على توفير فواصل، مع تشجيع عمليات جمع القمح بنوعيه لتوفير البذور، والأولوية للمناطق المعزولة لحماية المنتوج من أي خروقات. ومن جهة ثانية، لا تزال مجموعة هامة من الفلاحين لا تهتم بمعالجة المحاصيل الزراعية واستخدام الأدوية والمبيدات، بالرغم من الحملات التوعوية والتحسيسية الدورية التي أطلقتها مديرية الفلاحة لصالح فلاحي وهران، بهدف إعطاء نصائح علمية وعملية لكيفيات التعامل مع المبيدات المختلفة، للقضاء على مشكل الفطريات الذي يؤرق الكثير من الفلاحين، وفي هذا الصدد كشف متحدث ''الشعب'' من مصلحة تنظيم الإنتاج، أنه تم معالجة ٩,٨٧٥ هكتارا من الأعشاب الضارة، فيما تم تغطية ٣٥٥٤ هكتارا بالمواد المخصبة.
هذا وأكد رئيسها بالنيابة، زياد نور الدين، أن تسهيلات هامة وضعتها المديرية لتدارك مختلف المشاكل التي تعرقل مسار الفلاحين خلال تسليم المحاصيل للتعاونيات الفلاحية، يحدث هذا في وقت لا يزال فيع الفلاح يعاني عراقيل عدة تواجه مسار دعم الدولة للحصول على القرض الرفيق، حيث لم تتعد عدد الملفات التي اعتمدت ٦١ ملفا فقط بعاصمة غرب البلاد، وهي العملية التي مكنت من تسخير ١٩٣٣٩٨٦٩ دج.
هذا ولا يزال قطاع الحبوب بوهران يعاني نقصا حادا في وحدات التخزين، حيث لا تتعد ٤ نقاط بسعة ٢٨٠ ألف قنطار من مختلف الأنواع، وهذا على مستوى بلديات وادي تليلات، بوتليليس، السانية وسنتباغ، فيما لا تزيد حصة الولاية من الحصادات لموسم ٢٠١٢ ـ ٢٠١٣ عن ٢٤ آلة تابعة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة.
يحدث هذا في وقت تتوقع فيه مديرية الفلاحة، أن يتدعم القطاع السنة القادمة ٢٠١٤، بما يزيد عن ١٠٠٠ هكتار من سهل ملاتة، وذالك فور استلام مشروع الربط بمحطة تصفية المياه القذرة بالكرمة، مع العلم أن المساحة المسقية حاليا لا تتعد ٤٠٠ هكتار من أصل ٥٥ ألف و٤٢٠ هكتار من المساحة المزروعة، ويحتل الشعير غالبية المساحة المخصصة لزراعة الحبوب بـ ٣١٤٣٩ هكتار، يليه القمح اللين على مساحة ١٥٠٥٥ هكتار ثم القمح الصلب بـ٧١٩٠ هكتار، فيما قدرت مصلحة تنظيم الإنتاج مساحة الخرطال بـ١٧٣٦ هكتار، حسب ما أوضحه رئيسها بالنيابة السيد زياد نورالدين.
كما تتوقع ذات الهيئة تحقيق ٨٦٢,٧٣٩ قنطار من مختلف أنواع الحبوب، وذلك برسم حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي الحالي التي شهدت تساقط ٥٧٧ ملم من الأمطار إلى غاية أول أمس الأحد، وبلغ المعدل خلال ١٠ سنوات ٣٣٦ ملم، حسب نفس المتحدث من مصالح مديرية الفلاح، ومن المنتظر حسب توقعات الإنتاج دائما حصد ١٠٧٨٥٠ قنطار من محصول القمح الصلب و٢٢٥٨٢٥ قنطار من القمح اللين، وتشير الأرقام أيضا إلى جمع ٢٦٠٤٠ قنطار من الخرطال، وهذا بمردود ١٥ قنطار في الهكتار لكل نوع، و٥٠٣٠٢٤ قنطار من الشعير بمعدل ١٦ قنطار في الهكتار. وتجدر الإشارة أن الحملة انطلقت بعدد من المناطق، مع العلم أن الموسم الفارط شهد إنتاج مليون و٨٣٠ ألف و٣٤ قنطار من مختلف أنواع الحبوب،