طالب العشرات من بائعي الفخار والمنتجات التقليدية المتواجدين على حافة الطريق الوطني رقم ٣٥ ببلديتي الرمشي وسبعة شيوخ، من السلطات التدخل العاجل لإنقاذ تجارتهم من الإفلاس من خلال تدعيم منطقتهم باللوازم التي تسمح لهم بمزاولة النشاط، وحماية زبائنهم من خطر الموت تحت عجلات السيارات على الطريق المزدوج الرابط ما بين تلمسان ووهران.
هؤلاء التجار الذين ينقسمون إلى فوجين، بهذه المنطقة منذ سنة ١٩٩٠، الفوج الأول يضم ١٠ تجار على مستوى قرية سيدي علي بأقصى شمال مدينة الرمشي يعيشون ظروفا مزرية، حيث يتّخذون أكواخا القصب محلات لبيع الأواني الفخارية والمنتجات الخشبية والمصنوعة من ''الدوم''، والتي سمحت بتوظيف العشرات من ربات البيوت اللواتي ينتجن هذه الصناعات ويقتتن منها في ظل غياب فرص العمل، كما تجد منتوجات تونسية ومغربية وجزائرية من الصحراء والقبائل تسرّ الناظرين وتعكس مدى عمق الحضارة الجزائرية التي يكشفها هؤلاء التجار البسطاء، الذين كثيرا ما يخسرون الملايين بفعل زخّات المطر والرياح العاصفة مثل هذه الحالات شأنه أن يساهم في ترقية هذه التجارة التي تجلب السياح، حيث تجد في الصيف عشرات السيارات من مختلف المناطق والدول لاقتناء هذه المنتجات، لكن غياب الضروريات وعلى رأسها ممرات الراجلين جعل الخطر يحدق بالزبائن من شبح السيارات التي تسير بسرعة جنونية. كما أن غياب الضروريات للراحة من الماء والمراحيض ضاعف من المعاناة.
وبقرية سيدي الشريف يوجد ٢٥ محلا لنفس الغرض تابعا لبلدية سبعة شيوخ بدائرة الرمشي، ورغم أنّ هذه البلدية الفقيرة نظرت في وضعية هؤلاء من خلال إقامة محلات للتجار، لكن غياب قرارات الاستفادة بقي مشكلا حقيقيا يعاني منه كل التجار، إضافة إلى غياب الإنارة العمومية والمياه الصالحة للشرب، وكذا موقف للسيارات ومعبر للرّاجلين، ما أدى إلى وقوع عدة حوادث، وأكّد التجار أنّهم يروّجون للمنتجات الجزائرية والسياحة لكنهم يعانون مشاكل كبيرة قد تدفعهم إلى ترك هذه المهنة.