تمتاز ولاية النعامة بتوفّرها على عدد هائل من رؤوس الأغنام، باعتبارها المصـدر الرئيسي لمادّتي الصوف والجلود ما يجعل إنتاج هاتين المادتين ذات الجودة العالية، تشكّل ميزة تنافسية خاصّة، حيث بإمكان الولاية أن تنتج 15.290 قنطار من الصّوف ذي الخصائص المفضّلة في صناعة السجّاد والملابـس والبطاطين والمعاطف وغيرها من الملابس، أمّا إنتاج مادة الجلود فبإمكانها إنتاج 3000 قنطار، وهي تمتاز بنعومتها ومرونتها كما أنّها قابلة للدبغ والتحويل.
يشكّل تحويل الصّوف والجلود، نشاطات منعدمة المنافسة على المستوى المحلي والوطني، وعائدها المالي جدّ مضمون ولها أسواق خارجية سخيّة، بالإضافة إلى الاستثمار في تربية الأبقار الحلوب، وهذا في إطار دعم الإنتاج الوطني وتقليص فاتورة الاستيراد لصناعة مسحوق الحليـب وصناعة الأجبان بمختلف أنواعها.
وباعتبار العقار الفلاحي هو العمود الفقري لأيّ استثمار فلاحي، فإنّ الحقيبة العقارية الأولى للديوان الوطني للأراضي الفلاحية المعلنة عنها عبر المنصّة الرقمية، بتاريخ أول نوفمبر 2023، يضيف مدير المصالح الفلاحية لولاية النعامة بوجمعة شروين، فقد تمّ عرض ثلاثة (03) محيطات بمساحة 7474 هكتار، وتمّ تسجيل 154 مترشح عبر المنصّة الرقمية، تمّ انتقاء (07) سبعة مترشحين بمساحة 2300 هكتار بمحيط تسفساف بلدية مغرار.
ولعلّ من أهمّ العوامل الأساسية للنهوض بالقطاع الفلاحي هو توفّر عنصر الماء، فولاية النعامة تتوفّر على هذا العنصر الحيوي كالموارد المائية السطحية (وديان-سدود-بحيرات...الخ)، أو السدود المنجزة والموجّهة لشرب الماشية والتي بلغ عددها 42 وحدة، وكذلك الحواجز المائية (Digues) والتي بلغت 38 وحدة، فيما وصل عدد البرك المائية 76 وحدة، وهذه المنشآت تتطلّب عمليات التهيئة نظرا لوضعيتها المتدهورة حاليا، يضيف مدير القطاع.
أما الموارد المائية الجوفية، فتتمثل في الأحواض المائية الجوفية المتوفرة -nappes العمق- نوعية المياه جيدة وهي صالحة للشرب والسقي الزراعي، كما تتوفّر النعامة على موارد مائية جوفية معتبرة، منها أكبر الأحواض المائية الجوفية “شطّ الغربي” و«شطّ الشرقي “، يتراوح عمقها بين 100 إلى 200 م/ط في الناحية الجنوبية وبين 80م إلى 500 م / ط في المناطق الشمالية والحدودية للولاية، هذه الثروة الهامة يتم استغلالها بشكل عقلاني باعتبار أنّ جميع عمليات حفر الآبار تخضع لرخصة استخراج المياه عن طريق الوكالة الوطنية للموارد المائية، وقد بلغ عدد الآبار العميقة المنجزة (فلاحية والرعوية) 1380 بئر للريّ الفلاحي، و92 بئر عميق ارتوازي مخصّص لشرب الماشية.
إلى جانب 111 بئر تقليدي رعوي، و988 بئر تقليدي للريّ الفلاحي، أما عدد الآبار التي تمّ حفرها في إطار الدعم فبلغت 609 بئر موجّه للرعي الفلاحي، و20 بئر مبرمج مستقبلا.
إنجاز 1434 كلم كهرباء فلاحية
ولتطوير قطاع الفلاحة داخل الولاية وتسهيل عمل الفلاحين، شرعت السلطات في تدعيم هذه الفئة بعدة إمكانات، خاصّة الأساسية منها كربط مستثمراتهم الفلاحية بالكهرباء الفلاحية، خاصة خلال السنوات الأخيرة، أين استفادت ولاية النعامة من حصّة جدّ معتبرة من هذه المادة، حيث تم إنجاز 1434 كلم، و600 كلم مقترحة مستقبلا، كما تمّ فتح مسالك للفلاحين منها إنجاز 95 كلم.
ولاية النعامة باعتبارها ولاية رعوية فإنّ فرص الاستثمار المتاحة حاليا في المجال الحيواني هي إنشاء مستثمرات خاصّة بتربية المواشي المتخصّصة في إنتاج اللّحوم الحمراء ومرافقتها بإنتاج الأعلاف محليا لتقليص فاتورة الاسترداد، إنشاء حظائر وبطاريات لتربية الدواجن وإنتاج البيض، إنشاء مذابح صناعية، توفير غرف التبريد والتخزين للمنتوجات الفلاحية، إنشاء وحدات إنتاج وتحويل الحليب ومشتقاته، والاستثمار في تربية النحل وإنتاج مادة العسل.
ولاية النعامة اليوم جاهزة لفتح آفاق الاستثمار في القطاع الفلاحي، في ظلّ الإمكانات الهامّة التي تزخر بها، فما على المهتمين حسب أهل الاختصاص سوى تسجيل أنفسهم ضمن المنصّة الرقمية التي خصّصتها الدولة لتسهيل الإجراءات على المستثمرين، وبنجاح الاستثمار الفلاحي بهذه الولاية، ستكون ولاية النعامة قطبا اقتصاديا هامّا.