500 عائلـــة تعـــاني ببلديـــة سيـــدي عامـــر بالمسيلـــة

انعـدام أدنــى شــروط الحيــاة

المسيلة: عامر ناجح

يعيش سكان قرية زمرة ببلدية سيدي عامر بالمسيلة وضعا مزريا لا يوصف جراء الحياة البدائية بسبب غياب  أدنى المتطلبات وضغط الـظروف الطبيعية التي أدت بشكل فعال في صنع يومياتهم التي لا تكاد أن تعدو مجرد حياه قاسية.

ليس كما يقال ''الواقع عين الحقيقة''، هؤلاء يومياتهم لا تعدو أن تكون يوميات صعبة التحمل، فلم تشفع لهم تضحياتهم إبان الثورة التحريرية التي قدموّا فيها النفس والنفيس، فالقرية تنعدم فيها أدنى شروط الحياة التي تكفل لهم أبسط الضروريات، فلا يوجد في قاموسهم ما يعرف  شبكة المياه الشروب فهم يعتمدون على توفير المياه بالقرّب والبراميل القديمة وعلى ظهور الحمير لمسافات بعيدة حوالي ٣ كلم، والأغرب من ذلك أنها من الأودية  لهم ولمواشيهم، بالإضافة إلى انعدام مصطلح الصحة نهائيا، فلا وجود لقاعة علاج أو عيادة بالرغم من أنهم يسكنون مناطق تمتاز بالتضاريس الصعبة والانتشار الواسع للأفاعي والعقارب، والتي غالبا ما يتعرضون للسعاتها ويضطرون للانتقال إلى مسافة ١٠ كلم نحو مستشفى البلدية، فالسكان مازالوا يعتمدون على التداوي بالأعشاب على غرار ''الشيح والعرعار''،  ناهيك الإنتشار الواسع لفضلات الحيوانات التي كرّست الانتشار الواسع لأسراب الناموس والذباب الناقلة للأمراض المعدية وعلى راسها ''اللاشمانيوز''.
ومن جانب آخر، لم يحظ هؤلاء السكان برؤية التلفزيون أو مشاهدة البرامج التي تبث عبره إلى يومنا هذا، وهذا راجع لعدم توفر الكهرباء بهذه القرية. أما من الجانب التعليمي فحدث ولا حرج، فالقرية لا تملك حتى ابتدائية فالتلاميذ يتنقلون يوميا مسافة ٢٠ كلم، عرضة للكلاب الضالة، وما فزع أولياءهم حالات الاختطاف التي راجت مؤخرا وهو ما دفع الكثير منهم إلى عزلهم وتخليهم عن تدريسهم.
ومازدا الطينة بلة هو وجود الوادي الذي تغمره المياه شتاءً والذي يحول دون وصولهم إلى مقاعد الدراسة ويفرض عزلة كاملة للقرية، وفي حين يعرف الطريق الفلاحي الرابط بين القرية والبلدية وضعا كارثيا، حيث يضطر العديد إلى كراء سيارات الخواص بأثمان مضاعفة قرابة ٢٠٠٠ دج قصد شراء مستلزماتهم اليومية.
ويذكر السكان أن عملية الطهي ماتزال بالطرق البدائية التي تعتمد على ''الطاجين الفخاري'' الذي يشتغل بالحطب وفضلات الحيوانات بينما يضطر البعض الآخر إلى شراء قارورات الغاز من البلدية بأسعار جد خيالية، فلا وجود للغاز الطبيعي الذي يدفئ شتاءهم البارد، فحتى البيوت التي تأويهم عبارة عن أكواخ من القش لا تقي لا الحر ولا البرد، حيث أبدى السكان تخوفهم بحلول فصل الصيف وغياب أدنى الضروريات كالثلاجة والمكيفات الهوائية (التي لم يسمعوا باسمها إطلاقا) ويحضرون ''القِرب'' وأدوات تقليدية لاستقبال الصيف.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024