دعت العشرات من العائلات التي تقيم بالحي العتيق المعروف بسيدي الكبير في البليدة، بضرورة التفاتة المسؤولين لانشغالاتهم والاهتمام بمطالبهم اليومية   الضرورية، وتنمية حيهم الذي عرف ظروفا أمنية صعبة للغاية في العشرية السوداء، دفعت العديد من العائلات بالهروب من جحيم حقيقي.
يقع الحي التاريخي والذي أسماه أهله بمؤسس البليدة  المهندس ''سيدي احمد الكبير الأندلسي'' بمرتفع صخري هام، على بعد ٠٢ كيلومتر من مقر بلدية البليدة، تقيم به كثافة سكانية زادت عن الـ ٣٠٠٠ نسمة.
وفي زيارة معاينة لـ ''الشعب'' إلى سكان الحي، ظهرت آثار انعدام التنمية والتخلف على الحي  وتظهر مظاهر النسيان والتهميش في طرقات أزقته غير المعبدة وخاصة المؤدية إلى المحجرة بأعالي الحي، وبعضها تحمل أهل الحي مسؤولية تعبيده بالاسمنت على حسابهم، إلى درجة أن بعض السكان ما يزال يضطر في نقل أغراضه على ظهر الحمير، وعلى ضفاف الوادي الذي يشق الحي إلى نصفين انتشرت أكواخ القصدير والمساكن الفوضوية، مما لوّث مياه الوادي التاريخي بالرمي العشوائي للأوساخ
وجريان مياه الصرف الصحي القذرة.
ونبَّه سكان التقت بهم ''الشعب'' إلى نقص الخدمات بقاعات العلاج ومركز البريد المنجز حديثا، ودعوا إلى تحسين أيضا وسائل النقل والتكثيف من الحافلات، كما طالبوا بضرورة بناء مؤسسة تربوية متوسطة بالحي من أجل التسهيل على أبنائهم الذين يضطرون يوميا إلى قطع مسافة طويلة من أجل الالتحاق بمقاعد دراستهم في البليدة وبوعرفة القريبتين من حيهم.
كما ناشدوا المسؤولين إلى ضرورة إيجاد فضاءات لعب للأطفال الذين يجبرون على اللعب وسط الطريق معرضين بذلك حياتهم إلى خطر الحوادث المرورية، وخاصة المتأتية من حركة نقل الشاحنات ذات الوزن الثقيل، خلال نقلها لاوزان من المياه المعدنية، التي يجلبونها من مصنع قريب من ميحط سكناتهم، داعين أيضا إلى إنشاء مراكز تعليم تثقيفية وتربوية بالحي، لأجل منع أبنائهم من الوقوع في خطر الانحراف وتجنيبهم العمل بمحاجر مهجورة في تفتيت الحجارة يدويا، مؤكدين على أنّ حيهم كان بالامكان أن يصبح محطة تارخية وسياحية هامة بالمنطقة تزيد في مداخيل ولايتهم
