أسطول جوّي وتنسيق برّي.. خطة عملياتية محكمة لمواجهة المخاطر
الاستراتيجية مضبوطة والوسائل موفورة والتحلّي بالمسؤولية واجب الجميع
أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إبراهيم مراد، أمس، من مقرّ المجموعة الجوية للحماية المدنية بالدار البيضاء، بالمطار الدولي هواري بومدين، عن وضع الأسطول الجوي المخصّص لمكافحة حرائق الغابات حيّز الخدمة، تحسّبا لموسم الصيف هذا العام، في خطوة تعكس التزام الدولة الجزائرية بالتحسين المتواصل للمنظومة الجوية لمكافحة الحرائق.
يعكس دخول هذا الجهاز الجوي المعزّز حيّز الخدمة وفق ما أكّد وزير الداخلية: “التزام السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتسخير جميع الوسائل اللازمة لضمان أمن المواطنين والحفاظ على تراثنا الغابي”، بتخصيص غلاف مالي معتبر، لإقحام كل الوسائل المادية الضرورية مهما كانت تكلفتها، انطلاقا من إيمانها بأنّ “سلامة المواطن لا تقدر بثمن”.
ويسمح الجهاز الجوي بتعزيز القدرات ودعم الفرق البرية في مواجهة حرائق الغابات، حسب ما أوضح وزير الداخلية خلال ندوة صحفية، من خلال ضمان سرعة الاستجابة، وبالتالي الحدّ من انتشار الحرائق وتفادي آثارها المدمّرة، حيث تعد جزءاً أساسيا من إستراتيجية الوقاية والمكافحة التي وضعتها المديرية العامة للحماية المدنية، المبنية على نهج استباقي.
ويتكون الجهاز الجوي لمكافحة حرائق الغابات، من 12 طائرة قاذفة للمياه من نوع AT 802، مستأجرة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية و06 مروحيات وطائرتين اثنتين للاستطلاع، تابعتان للحماية المدنية، بالإضافة إلى مروحيات وطائرات قاذفة للمياه ذات سعة كبيرة تابعة للجيش الوطني الشعبي، والتي وضعت في حالة تأهّب لضمان المراقبة الدائمة والتدخّلات السريعة على مستوى الغطاء الغابي الوطني.
ومن أجل تغطية عملياتية فعّالة، سيتم توزيع الطائرات القاذفة للمياه على مطارات الجزائر للمنطقة الوسطى الشرقية، مطار مستغانم للمنطقة الغربية، مطار بجاية للمنطقة الوسطى الشرقية، ومطار عنابة للمنطقة الشرقية، غير أنّ هذا التوزيع يبقى قابلاً للتغيير لتلبية الاحتياجات العملياتية، وفضلا على الجهاز الجوي لمكافحة حرائق الغابات، سيتم تسخير 505 وحدة تدخلية، 65 رتلا متنقلا و6 مفرزات جهوية.
ويسمح التوزيع التقني بضمان مراقبة دائمة واستجابة سريعة لأي بؤرة حريق، يمكن التنسيق بين الفرق الأرضية لمكافحة حرائق الغابات والوسائل الجوية، من تقليص خطر انتشار الحرائق بشكل كبير، وضمان أمن المناطق المأهولة، والحد من الأضرار البيئية.
وتتميّز طائرات الاستطلاع بالقدرة على الكشف المبكر عند بداية نشوب الحرائق، وكذا في نشر السريع لوسائل الإخماد الجوية والبرية، بينما تدعم الطائرات القاذفة للمياه ذات السعة الكبيرة جهود السيطرة على أعنف الحرائق، لاسيما تلك التي يتعذر الوصول إليها بوسائل برية. ودعا مراد المواطنين - بالمناسبة - إلى التحلّي بروح المسؤولية، مشيرا أنه يمكن للمواطن المشاركة الفعالة من خلال التبليغ الفوري عن أي طارئ أو بؤر حرائق فور رصدها، فـ«جهودنا هاته - يقول الوزير - يجب أن تقترن بعمل مجتمعي متكامل، باعتبار أنّ تعميم الوعي بضرورة حماية المحيط الغابي والإلتزام بالتدابير الوقائية يشارك فيه الجميع”.
وتابع الوزير على هامش مراسيم وضع حيّز الخدمة للجهاز الجوي لمكافحة حرائق الغابات لموسم الاصطياف 2025، عرضا حول الخطة العملياتية لمواجهة المخاطر المتّصلة بحرائق الغابات، والمحاصيل الزراعية والغطاء النباتي، بالإضافة إلى الوسائل الجوية المخصّصة لهذا الغرض، كما تفقّد الوزير قاعة العمليات، التي تعنى بتنسيق التدخّلات والجهود المندرجة في هذا الإطار.
إجراءات أمنية محكمة لامتحانات “البيام”
وفي سياق آخر، كشف وزير الداخلية عن اتخاذ كل التدابير الأمنية اللّازمة لضمان سير امتحانات شهادة التعليم المتوسط، في أحسن الظروف، كاشفا عن تجنيد قرابة 22 ألف منتسب للحماية المدنية، وما يفوق عن 2600 مركبة تدخّل بين سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء من أجل تأمين الامتحانات.
وجنّدت المديرية العامة للأمن الوطني كافة الإمكانات لتأمين هذه الامتحانات، بتسخير 24 ألف عون لتأمين الامتحانات تم توزيعهم على مستوى كافة المراكز والمحيطات المتواجدة بها عبر القطر الوطني، متمنّيا “النجاح لبناتنا وأبنائنا في هذا بالامتحان المصيري”.
للإشارة، حضر النشاط المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، المدير العام للأمن الوطني علي بداوي، الرئيس المدير العام لمجمّع سونطراك رشيد حشيشي، والرئيس المدير العام لشركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر مختار مديوني.