تشهد الهياكل التعليمية ببلدية إغيل علي، الواقعة على بعد 90 كلم في الجنوب الغربي لولاية بجاية، نقصا في الهياكل التعليمية، حيث باستثناء توفر المدارس الابتدائية التي تتوفر على المقاعد البيداغوجية، نلاحظ بالمقابل تمركز المؤسسات التعليمية الخاصة بالطور المتوسط والثانوي بمقر البلدية إغيل علي.
وتحتوي البلدية التي تعرف باسم عاصمة أيت عباس، على متوسطتين وثانوية واحدة الأمر الذي ولد اكتضاضا بالنظر للأعداد الهائلة للتلاميذ والطلبة التي يتوافد عليها التلاميذ القادمين من 14 قرية مجاورة، وقلة الهياكل التعليمية العاجزة على تغطية احتياجاتهم، والذي يعرف عددهم تزايدا مستمرا، الأمر الذي يؤثر سلبا على الردةد الدراسي للتلاميذ، كما يجعل مهمة الأساتذة صعبة لأداء مهامهم في تحقيق تحصيل تعليمي ناجح.
وفي هذا الصدد، يقول السيد عبيد ممثل لأولياء التلاميذ، هذه البلدية تضم ثانونية واحدة يتيمة بالحي المجاور لحي أيت ساسي ويعود بناؤها إلى 30 سنة ماضية، وقد بدت عليها علامات القدم والرتابة، إلى جانب ذلك تحتوي على متوسطة واحدة والتي تحمل اسم القاعدة 5 والواقعة بمقر البلدية، إضافة إلى المتوسطة القديمة ابن باديس والتي تعاني بدورها من تزايد أعداد التلاميذ الوافدين إليها، والذي لا خيار لهم سوى الاتجاه نحوها لأنها الحل الوحيد لهم في أقرب متوسطة لهم.
وتمركز هذه المؤسسات التعليمية بمقر البلدية إغيل علي يخلف نتائج سلبية، تنعكس على التلاميذ القاطنين في القرى النائية، حيث نجد مئات التلاميذ الذين يدرسون في المتوسطات وطلبة الثانوية، يقطعون يوميا عشرات الكيلومترات من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة.
وتبقى المواصلات هاجس كل تلميذ وكل طالب، لأنها لا تفي بكل الاحتياجات وتبقى غير كافية لجميع التلاميذ القادمين من القرى البعيدة مثل قرى «تزلا»، «وتينيري»، «وتابوعنانت «، و»القلاع»، فيتسبب مشكل عدم توفر المواصلات في هذه القرى في عزوق الكثير من التلاميذ عن الدراسة، وتوقفهم نهائيا عن مزاولة تعليمهم، كما يصبح مصيرهم في الحياة ومسار دراستهم رهينة الظروف، وذنبهم الوحيد ربما هو أنّهم جاؤوا إلى هذه الدنيا في مناطق نائية، تنعدم فيها المؤسسات التعليمية وأدنى شروط الحياة والمرافق العامة.
وهذه الوضعية المزرية التي تعيشها بلدية إغيل علي والقرى المجاورة لها، تخلق فيه إحساسا كله تذمر يدفعهم إلى توجيه أهلها نداء إلى السلطات المعنية، بطلب إنشاء هياكل تعليمية عديدة في كل القرى المجاورة، وذلك لتغطية احتياجات المواطنين في هذا المجال، حيث يتم بذلك القضاء على مشكل المواصلات بعد تقريب المؤسسات من التلاميذ والطلبة.
وعليه يأمل سكان قرية «بلايل» الواقعة على مقربة من باقي القرى، وهي ثاني أكبر منطقة بالبلدية من حيث عدد السكان، البالغ 1500 نسمة، إنشاء متوسطة وثانوية تسع للجميع وتساهم في حل الأزمة بشكل كبير للمناطق المجاورة، على غرار قرى «تينيري»، «ايث سراج» و»زينة».
وبناء هذه الهياكل بقرية «بلايل»حلم يتقاسمه جميع تلاميذ المنطقة، ويتمنون تحقيقه لأنه يفسح المجال لبناء شخصيتهم وتكوين ذاتهم، من خلال مزاولة دراستهم في مؤسسات تعليمية، تتوفر بها كافة الوسائل المادية والمعنوية اللازمة.