تتواصل معاناة سكان المناطق الجنوبية لولاية سطيف مع ندرة مياه الشرب، خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة الحيوية، باعتبار أن هذه المناطق لا تستفيد من مياه السدود، وتمثل مدينة عين ولمان، وهي أكبر مدن الجهة،نموذجا حيا لهذه الوضعية، إذ يتزود السكان بالماء الصالح للشرب مرة كل أربعة أيام، وهذا ما خلف وضعية صعبة لسكان المدينة وتذمرا دائما لديهم.
في المقابل تتواصل مجهودات السلطات المحلية للتخفيف من حدة هذه الأزمة المزمنة للمدينة، من خلال قيام مديرية الري بإنجاز مشاريع لمعالجة المشكلة، من خلال أشغال حفر الأنقاب بمنطقة سكرين المجاورة للمدينة.
أعطت النتائج الأولية للماء المستخرج بشرى للسكان، باعتبارها نتائج إيجابية، لتتواصل الأشغال على قدم وساق، من أجل تحقيق ضخ بـ50 لترا في الثانية، وبالتالي يؤدي هذا إلى تغيير نمط توزيع الماء على السكان من يوم كل أربعة أيام، إلى يوم كل يومين، حسب ذات المصدر، وهو ما يخفف بشكل كبير من حدة الأزمة على أن تنتهي الأشغال، حسب تقديرات القائمين عليه خلال الشتاء المقبل.
وكان من المنتظر أن تعرف بلديات المنطقة الجنوبية لولاية سطيف، والمنتمية إلى دوائر صالح باي وعين أزال وعين ولمان، والمشكلة من 13 بلدية، انفراجا في أزمة التزود بالمياه الصالحة للشرب، والتي عانت منها بشكل مستمر، نظرا لقلة التساقط بالمنطقة، وعدم ربطها بالسدود للتزود بالمياه الصالحة للشرب مع تواجد كثافة سكانية ملموسة، الأمر الذي دفع إلى الاستنجاد بحفر الآبار والأنقاب، مما أثر بشكل ملموس على كمية المياه الجوفية بالمنطقة.
وفي هذا الإطار، نشير إلى أن منطقتي خرزة يوسف والشعبة الحمراء بعين أزال، الغنيتين بالمياه الجوفية، دخلتا الخدمة لتزيد بلديات المنطقة الجنوبية بمعدل 300 لتر في الثانية بالنسبة للشعبة الحمراء، و200 لتر في الثانية بالنسبة لخرزة يوسف، مع استثمارات هامة لإنجاز آبار للتزود من المنطقتين بغلاف مالي يقدر بـ2 مليار دينار.
ويضاف إلى كل هذا، إمكانية دعم الكميات المتوفرة للمنطقة بمياه سد عين زادة، للقضاء نهائيا على إشكالية نقص المياه بالمنطقة، وإن كان الأمر يبدو معقدا، خاصة مع تقلص الموارد المالية لإنجاز مشاريع كبرى بهذا المستوى في الظروف الحالية، وتعتبر المنطقة الأضعف على مستوى الولاية في هذا المجال، إذ تبلغ كمية الماء التي يتلقاها المواطن يوميا على سبيل المثال بدائرة عين أزال 85 لترا واقعا، مقابل 112 لتر نظريا، في حين يبلغ المعدل الولائي 144 لتر نظريا مقابل 105 لتر بصورة حقيقية، وبهذه المشاريع، خاصة سياسة إنجاز أنقاب، ينتظر ألا يعاني سكان المنطقة من هذه الأزمة بحدة إلى غاية القضاء عليها نهائيا.