يتجه قطاع إنتاج الحليب ومؤسساته التحويلية بولايتي الشلف وعين الدفلى نحو آفاق اقتصادية واعدة رغم سلسلة الإختلالات التي يسجلها والمشاكل المطروحة التي تعترضه على مستوى تربية الأبقار وعمليات الإنتاج وجمعه ووسائل التخزين والتحويل والتوزيع حسب المربين والمتعاملين.
إنتاج هذه المادة الغذائية ذات الطابع الإستراتيجي في السياسة الفلاحية بالولاية لم تحقق أهدافها رغم الإمكانيات المتوفرة من مساحات زراعية وأراضي شاسعة لإنتاج العلف لتربية الأبقار خاصة وأن المساحات المستغلة للخواص 151060هكتار حسب مدير الفلاحة بالولاية الذي اعتبر إنتاج أزيد من 56 مليون لتر سنويا غير كاف بالنظر إلى حجم رؤوس الأبقارالمقدرة بـ 23537 رأسا، وهو عدد بالنظر إلى اتساع رقعة الولاية متواضع.
هذه الكميات تجعل الولاية تستنجد حسب شبكة التوزيع الحالية الموجود بتراب الولاية بعدة مستثمرين ممن يسوقون منتوجهم بمنطقتنا يقول أحد الفلاحين وهو الحاج السليمان حيث نجد حليب وحدة العريب بولاية عين الدفلى وبعض الأحيان ونيس ببئر ولد خليفة بذات الولاية وكذا وحدة معسكر ووحدة «مونلي».
وبخصوص هذه العملية فإن وجود وحدتين خاصتين «الجاموس» بأولاد محمد ووحدة الألبان بالمدخل الشرقي لعاصمة الولاية بالإنتاج غير كاف. فقلة المنافسة يجعل النوعية يقبلها المستهلك على مضض.
أما فيما يتعلق بمؤسسة إنتاج الحليب مجاجة فإن قدرة إنتاجها لا يتعدى 70 ألف لتر يوميا، فإنها تطمح من خلال مشروع تربية الأبقار إلى تجاوز هذا الرقم للرفع من القدرة الإنتاجية يقول صاحب المشروع.
هذا وأرجع المستثمرون في هذا القطاع النقص إلى التكاليف والمصاريف الباهضة التي تكلفها المواد العلفية بشأن تربية رؤوس الأبقار حيث لا يتعدى إنتاج إحدى المؤسسات المختصة في العملية 7200 طن سنويا، وهو ما يعني غياب التنسيق بين المربين ومنتجي الأعلاف في إنتعاش سوق الأعلاف على مستوى ولايات الوطن.
هذه الوضعية لا تختلف كثيرا عن واقع إنتاج الحليب بعين الدفلى ولو أن هذه الأخيرة رغم صغر حجم مساحتها بالمقارنة مع الشلف إلا أن القدرة الإنتاجية تصل إلى 70مليون لتر سنويا خاص بأكثر من 20ألف رأس من البقر الحلوب أي بأقل من أكثر من 3آلاف رأس كفارق، لكن الإنتاج يتعدى أكثر من 15مليون لتر سنويا عن الشلف، هذا في انتظار تدعيم هذا العدد برؤوس أخرى خلال هذه السنة يقول المسؤول الأول عن القطاع بالولاية.
التوجه الفلاحي لعين الدفلى يسير نحو المراتب الأولى وطنيا في إنتاج الحليب رغم النقائص المسجلة، فقد كشفت مديرية الفلاحة في تقييمها الأخير للقطاع عن إرتفاع عدد المربين للأبقار من 120 إلى 160.
أما بخصوص عمليات الجمع فأقر مدير الفلاحة بالولاية بورزق بوجمعة بارتفاع عدد المكلفين بجمع الحليب من 16 إلى 28 شخصا وهذا مؤشر إيجابي بحاجة إلى تدعيمه بمهنيين يتقنون الحرفة.
هذه الكميات المجمعة سمحت بإنشاء وحدة خاصة المسماة بـ «ونيس» الكائنة ببلدية بئر ولد خليفة على الطريق الوطني رقم 14الرابط بين خميس مليانة وثنية الحد بولاية تسمسيلت، بالإضافة إلى الوحدة العمومية القديمة التي تعود للتسعينيات المعروفة بوحدة الحليب ومشتقاته بالعريب على مقربة من عاصمة الولاية، والتي يفوق إنتاجها 90ألف لتر يوميا، حيث يتم توزيع أكثر من 60ألف لتر يوميا على عين الدفلى وبعض الولايات و24ألف تمنح لولاية الشلف حسب مسؤول الوحدة زيادة على مشتقات الحليب المختلفة.
وبحسب المختصين في إنتاج الحليب والعارفين بخبايا المهنة، فإن ولاية عين الدفلى بإستطاعتها تحقيق أكثر مما هو محقق في الوقت الحالي حسب ما أكده والي عين الدفلى كمال عباس الذي كشف عن مشاريع هامة يجري إنجازها والتي من شأنها الرفع من القدرات الإنتاجية في الشعب الفلاحية بالنظر إلى الإمكانيات الهائلة التي تحوزها الولاية، مما يجعل مؤشرات الوصول إلى الريادة ليس ببعيد يقول ذات المسؤول الأول بعين الدفلى.
لكن من جهة أخرى فقد كشف رئيس الجمعية لشعبة الحليب أن رفع السعر لحليب البقر إلى حدود 57د.ج مؤشر يساعد المربي، بالإضافة إلى خلق مزارع نموذجية خاصة بالشراكة مع المؤسسات العمومية من شأنه رفع القدرة الإنتاجية، لأن المزارع النموذجية 6 والتي تتربع على مساحة 6000آلاف هكتار من شأنها الدخول في عالم تكثيف الإنتاج بالولاية خاصة وأن بها أراضي خصبة وملائمة لهذا النوع من التربية والإنتاج.
هذه الوضعية والمؤشرات ستعطي دفعا قويا لإنتاج الحليب بالولايتين إذا ما تم تكثيف نشاطها وتدخلت الإدارة لتوجيه المستثمرين في القطاع الذي يكلف خزينة الدولة أموالا طائلة من العملة الصعبة بإستطاعة المنطقتين التقليل من حجم المصاريف وتوفير هذه المادة بالقدر الكافي لتوفير الأمن الغذائي بعدة ولايات حسب الأقام التي قدمها المختصون والمهنيون بهذه الشعبة الفلاحية بالولايتين.
