تشهد شبكة الطرقات بولاية بجاية اكتظاظا كبيرا، مما جعلها غير قادرة على تحمّل ذلك العدد الهائل من المركبات بمختلف أنواعها، حيث تعجّ بها يوميا وبدون انقطاع، وتزداد حدّة هذه المشكلة أثناء أوقات الالتحاق بالعمل والعودة منه، ويبدأ الازدحام من الساعات الأولى من النهار ليتوسع إلى آخره .
والملاحظ أن هذه الظاهرة تكون بشكل جلي على مستوى المحاور الكبرى، منها بئر السلام، محول الطرق الأربعة، جسر الصومام، ثم المداخل الأربعة لعاصمة الولاية، أضف إلى ذلك الطرقات والشوارع الرئيسية للمدينة، على غرار الممر الأرضي بأعمريو، الممر الأرضي بحي إحدادن 600 شقة ثم باقي طرقات المدينة.
المسؤولون المحليون كثيرا ما يحاولون معالجة المعضلة المرورية، إلا أن عاملي ضيق الطرقات وقلتها وحجم العربات، يقفان حجرة عثرة في وجه أي تقدم أو إصلاح، كما أن مخطط النقل المجسد ميدانيا على أرض الواقع، لا يرقى إلى درجة أن يخفّف من هذه الظاهرة المقلقة، حتى وإن كانت الجهة الوصية تدرس الحلول الناجعة للخروج من النفق، إلا أن الوضعية باتت صعبة للغاية ولا يمكن أن يظهر حل، يأخذ بالحسبان كل المشاكل التي تزداد يوما بعد يوم، باعتبار أن حظيرة السيارات على مستوى الولاية في ارتفاع مستمر، مما يزيد في مسؤولية الوصايا في هذا الجانب.
“الشعب”، رصدت آراء بعض المواطنين، ومن بينهم عمي صالح الذي يقول، “الاختناق المروري أصبح لا يطاق تماما وصار السر في الطرقات يشكل معاناة حقيقية، فضلا عن أوقات الذروة أصبحت الظاهرة في مختلف أوقات النهار، ما اضطر بالعديد من السائقين في الكثير من الأحيان البقاء في طوابير لامتناهية لساعات، وما يصاحب ذلك من توتر أعصاب وأضرار تلحق بالمركبات، فضلا عن وقوع حوادث المرور والاصطدامات، نتيجة القلق والتسابق المستمر للمرور وكذا الشجارات من طرف السائقين، وعليه فيجب على الجهات الوصية إيجاد حلول للوضعية الراهنة من أجل التخفيف من هذه الزحمة”.
ومن جهتها تقول السيدة أمينة، “تزداد حدة الأزمة المرورية في فصل الصيف، حيث يتوافد العديد من الزوار والمصطافين على هذه الولاية السياحية، وتجد كافة مداخل الولاية من الجهة الشرقية والغربية، ومختلف الطرقات المؤدية إليها في وضعية لا تطاق، وما زاد الذين بلة الأشغال الجارية على مستوى الشوارع ووتيرة سيرها، والتي ساهمت في تشكيل النقاط السوداء، وبالرغم من المشاريع الكبرى التي رُصدت لها ميزانيات معتبرة، من أجل فكّ الخناق عن الطرقات على غرار محول الطرق الأربعة ومحول أعمريو، إلا أن هذه الوضعية لم تتغير وتتطلب انجاز مخططا لتوسيع الطرقات”.
حكيم له رأي آخر حيث يقول، “الاختناق المروري الذي باتت تشهده بجاية وتتصف به في كل الأوقات، سببه العدد الهائل للمركبات والوافدين عليها، حيث إن هذه الأخيرة تستقبل أكثر من مليون سيارة يوميا قادمة من مختلف الجهات، وعليه لم تعد الطرقات والمسالك تستوعب هذا العدد، خاصة أن القاصدين للولاية يسلكون نفس الممرات والمسالك والطرق الرئيسة، ما ساهم في انتشار النقاط السوداء على طول مداخل ومخارج الطرقات، كما أن المواطن يساهم بنسبة كبيرة في خلق الفوضى والازدحام وعرقلة حركة المرور، وهذا بمخالفته قوانين المرور وعدم احترامها، بحجة الوصول إلى العمل في الوقت المحدد أو تغادي تعذل مصالحهم .
وأمام هذه الوضعية، يقول السيد محمدي، “يتضح جليا ضرورة تدخل الجهات الوصية، من خلال اتخاذ الإجراءات الاستعجالية، وإيجاد حل لمشكل الاختناق المروري، والقضاء على هذا الديكور اليومي الذي أصبح يعيشه المواطن ومستخدمو الطرقات، والذي هو في تزايد مستمر يوما بعد يوم، رغم المشاريع الكبرى التي انطلقت للتخفيف من الضغط وإنجاز مسالك فرعية وبديلة، والواجب تضافر الجهود لإيجاد مخطط نقل استعجالي والعمل به، فضلا عن مساهمة المواطن من خلال احترام قوانين المرور وتطبيق القانون دون تجاوزات”.