يشكو سكان بلدية فوكة بولاية تيبازة هذه الأيام من التنامي المفرط لأكوام القمامة عبر مختلف الشوارع والأحياء بشكل يوحي بالغياب التام للجهة المعنية بتصريفها، حيث أضحت ظاهرة انتشار القمامة تشكل حديث العام والخاص بالنظر الى كونها ظاهرة غير مسبوقة من جهة وكون السلطات الولائية كانت قد شرعت في برنامج تطهير المحيط بداية الدخول الاجتماعي الجاري ببلدية فوكة التي سخّرت امكانيات مادية معتبرة على مدار أسبوع كامل.
أتي تنامي انتشار القمامة بمختلف أنحاء البلدية حسب المتتبعين للملف كنتيجة حتمية لاقتناء البلدية عقب عملية التطهير الجزية المنفذة شهر اكتوبر الفارط لحاويات كبيرة لحفظ القمامة بأماكن الجمع عبر مختلف الأحياء وهي الحاويات التي يراها الكثيرون غير وظيفية ولا يمكن لعمال النظافة استخراج القمامة منها لغرض تصريفها، بحيث بقيت جلّ تلك الحاويات مملوءة عن آخرها لفترات طويلة بالرغم من مرور شاحنة تصريف النفايات بصفة دورية، الأمر الذي أرغم سكان المنطقة على التخلي عن نفاياتهم بجوار تلك الحاويات عن طريق القائها على قارعة الطريق بطريقة غير حضارية على الاطلاق وتشمئّز منها النفوس، وما يزيد الطين بلّة عبث الكلاب والقطط بالنفايات المتخلى عنها بصفة عشوائية وانتشار الحشرات اللاسعة والزواحف الخطيرة، ولعلّ انتشار الظاهرة عبر مختلف الأحياء والأماكن العمومية بدون استثناء وبشكل متزامن يبقى دليلا قاطعا على ارتباطها بخلفيات تقنية أكثر منها اجتماعية حيث أنّه كثيرا ما أقدم متطوعون على مستوى عدّة أحياء على عمليات تنظيف وتطهير لأحيائهم ومحيطهم غير أنّهم عجزوا هذه المرة عن التصدي لظاهرة انتشار أكوام القمامة التي أدخلت في نفوس هؤلاء نوبات من القلق والنرفزة واليأس عشية حلول شهر رمضان المعظم والذي كان يشهد سنويا انتشارا رهيبا لمختلف انواع القمامة بالنظر إلى ارتفاع وتيرة الاستهلاك.
على صعيد آخر، تشهد عدّة طرقات بذات البلدية انتشارا رهيبا لظاهرة التسربات المائية الناجمة عن تشوّه شبكة نقل الماء الشروب بحيث تبقى بعض التسربات الهائلة ببعض الأحياء قائمة لفترات طويلة دون أن تتدخل الجهات المعنية لإصلاحها ولاسيما حينما تقع بأماكن بعيدة نسبيا عن مسالك مرور الرسميين كما هو الشأن بالنسبة لعديد الأحياء بالبلدية ويأتي حي حوض الرمان العتيق في مقدمة تلك الأحياء من حيث عدد التسربات المسجلة وفترة مكوثها على صفتها دون اصلاحها من لدن الجهة المعنية، بحيث يتعلق الأمر في الكثير من الأحيان بتسربات هائلة تكفي لسقي المزارع وتغمر الطرقات بصفة كلية، ومن ثمّ فقد لأعرب العديد من سكان أحياء البلدية عن امتعاضهم من غياب الجهات المعنية عن الساحة لاسيما وأنّ الأمر يتعلّق بمرحلة ترشيد للمال العام مع تجنب التبذير المفرط فيما يتعلق بالمياه في حين يبقى المحيط البيئي يشكو ظلم القمامة له قبل المواطن ذاته.