إنعدام السكنات الوظيفية يؤرق سلك التعليم بتيزي وزو

تيزي وزو: ضاوية تولايت

العديد من الأساتذة والمعلمين، يتخلون اليوم عن مناصب عملهم، وذلك للالتحاق بمناصب إدارية أو ممارسة مهن أخرى، وقد أرجع بعض الأساتذة، ممن تحدثت إليهم “الشعب” سبب ذلك إلى الضغط اليومي الذي يؤثر على نفسيتهم أثناء المهنة الشاقة، ناهيك عن الظروف الاجتماعية على غرار غياب أدنى الشروط، فالعديد منهم يضطرون إلى قطع مسافات طويل للالتحاق بمناصبهم، في ظل غياب السكن الوظيفي، فيما أجمع بعض المختصين أن مغادر التعليم تدخل فيه مجموع من أسباب متعلق باستحالة التنفيذ الفعلي للمهام المخولة لهم إما نتيجة عجز بدني أو فكري ناتج عن حالة مرضية.
وقد كشفت،الاستاذة مليكة فرحان خلال حديثها لـ«لشعب”، عن الأسباب الحقيقية لمغادرة بعض الأساتذة للتدريس، مؤكدة انه قد سجل حاليا في المؤسسة التربوية التي تشغل فيها مغادرة العشرات لمقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية، بسبب عدم قدرتهم  التحكم في الأطفال والتلاميذ نتيجة الصراخ اليومي الذي يؤثر في حالتهم النفسية، ما يجعلهم يبحثون عن مهن للهدوء نفسي ولو كان نسبيا، بعيدا عن الضغوطات اليومية التي زادها صعوبة عدم القدرة في التحكم في جيل اليوم الصعب المزاج، كما انعدام “النظام الداخلي” بالمتوسطات والثانويات التي تبعد عن مقر سكناهم بآلاف الكيلومترات وراء ذلك.
ناهيك عن غياب التحفيزات المادية والمعنوية التي تشجع الأساتذة ويتعلق الأمر بمشكل انعدام السكنات الوظيفية ـ حيث أن انجاز العديد من السكنات الوظيفية بولاية تيزي وزو مجمدة منذ سنوات، فالعديد من الأساتذة يقطنون “بسكنات جماعية” خاصة الذين يشتغلون بعيدا عن مقر سكناهم وبالقرى المعزولة.
وأوضح، محدثنا أن الكناباست قد أعدت تقريرا عن ذلك، بناء على بعض الزيارات الميدانية إلى بعض المؤسسات التربوية، وكشفت عن بعض الأسباب التي تدفع بأساتذة إلى رفض مهنة التدريس وتتعلق بافتقاد بعض مديريات التربية لكفاءات مؤهلة، خاصة وأن أغلبية المسيرين في تلك المديريات الذين لا يتوفرون على رصيد معرفي وعلمي يمكنهم من تسيير مصالح مهمة، وهو ما أدى إلى تعطيل مصالح مستخدمي القطاع، خاصة ما تعلّق بدراسة ومعالجة ملفات الأساتذة بخصوص الترقيات، بدليل أن بعض المدراء يفكرون في المغادرة بمجرد أن تتاح لهم الفرصة، مما يعني أنهم لا يستكملون المشاريع المسطرة.
و من جهة أخرى كشف بعض الأساتذة عن مشكل المستحقات المالية التي يحصلون عليها مقابل عملهم والتي هي غير مشجعة إطلاقا على حد تعبيرهم، مقارنة بالجهود التي يبذلونها، خاصة مع تطبيق المنظومة التربوية الجديدة، التي أثقلت كاهلهم في ظل تنظيم مراقبات مستمرة، وفروض أسبوعية، ما زاد من ضغط العمل، بالإضافة إلى تأخر الحصول على الرواتب بشهر أو أكثر وكذا تأخر الحصول على منحة المردودية التي تتأخر بـ5 أشهر في بعض الأحيان.
كما تطرق بعض الأساتذة إلى إشكال امتصاص رواتبهم تكاليف “الاستئجار” و«المعيشة الغالية”، ناهيك عن استحالة التنفيذ الفعلي للمهام من قبل الموظف نتيجة العجز البدني أو الفكري الناتج عن حالة مرضية مؤقتة فحالة المرض طويل المدة، سواء أكان هذا المرض عادي أو بسبب حادث عمل، حيث نتوقف في كلا الحالتين عن العمل إلى غاية الشفاء الكلي للعامل، فالعديد من عمال القطاع متخوفين عن تدهور حالتهم النفسية بسبب الضغط النفسي الذي يعانون منه على مدار السنة، فالعديد منهم يعانون النرفزة ما يؤثر سلبا على وضعهم، ونتيجة ذلك يفضلون الهدوء أثناء العمل والذي لا يجدونه إلا في الإدارات بعيدا عن صراخ الأطفال، الذين يصعب التحكم فيهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024