قــدادرة جميلــة، منتخبــة ببلديـــة عنابـــة

''اعتمـدتُ علــى قـدراتي الذاتية في تكويـن نفسـي''

عنابة: العيفة سمير

  انخراط المرأة الجزائرية في الحياة السياسية ليس بالأمر الجديد، تدرّجت انطلاقا من عملها في الادارة ما أهّلها بامتياز لاحتلال مناصب متقدمة في المجالس المنتخبة، لا ينكر أحد الدور الذي أضفته بوجودها ضمن التشكيلات السياسية، سواء كعضو من أعضاء اللجان التي يتألّف منها المجلس البلدي أو كرئيس لهذه اللجان انطلاقا من مؤهلات مهنية وأداء عالي جعل منها نموذجا إلى جانب أخيها الرجل في ترتيب وتسيير شؤون المجالس المنتخبة، لأنّ أساس عمل هذه المجالس ينطلق من مقاربة إدارية سبق للمرأة أن أبدعت فيها لمّا تقلّدتها.في هذا الحوار ارتأينا أن نسلّط الضوء على شخصية السيدة قدادرة جميلة، رئيسة لجنة الاقتصاد والمالية والاستثمار في المجلس الشعبي البلدي لعنابة، وكذلك مسؤولة أمانة الصفقات العمومية ببلدية عنابة.
@ الشعب: السيدة قدادرة مرحبا بكم في جريدة ''الشعب''، هل لكم أن تحدثينا عن السيدة جميلة كعضو منتخب وكإدارية وكربّة بيت وأمّ؟
@@ قدادرة جميلة : حقيقة في الوقت الحالي حسب تقديري الشخصي الشغل بالنسبة للمرأة هو ضرورة اجتماعية، وليس هناك اختلاف بين الرجل والمرأة في هذه الناحية، ما عدا بعض الوظائف التي ربما قد تكون فيها نوع من القسوة والصعوبة على تأديتها من طرف المرأة، أما ما عدا ذلك في الحقيقة أداء المرأة في العمل غالبا ما يفوق أداء الرجل وهذه حقيقة وقفنا عليها في العديد من المرات، وهذا لا يعني انتقاصا من قيمة الرجل، لا أبدا، بل هو تعزيز لمكانة المرأة في المجتمع يكون لك مكانة اجتماعية بقدر ما يكون دورك وطبيعته في المجتمع. أنا مستواي التعليمي ليس جامعي بقدر ما تلقيت تكوين في جامعة التكوين المتواصل أهّلني إلى وقت قريب لتقلّد هذه الوظيفة، وعزّزت مكانتي بتحسين مستواي من جهة في كل ما تتاح لي الفرصة وفي تطوير أدائي المهني، ولا يخفى على أحد المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق أي موظف في أمانة الصفقات العمومية، فهي تتطلب شيئا من الدراية الواسعة بالقانون وشيئا من الخبرة، وكذا الذكاء لأنها تعتبر مسؤولية كبيرة جدا، والحمد للّه عملت إدارية في مصلحة المستخدمين وفي الشؤون الاجتماعية وفي أمانة الصفقات العمومية لمدة ٢٤ سنة، في كل مرة وككل يوم أستفيد أكثر من خبرتي المهنية ومن الاحتكاك بالزملاء الشيء الذي زاد من ثقتي بالنفس.
@ كعضو في هيئة منتخبة، ما هو تقييمكم لكوطة المرأة في هذه المجالس المنتخبة التي حرصت على تطبيقها الدولة الجزائرية؟
@@ وجود المرأة في المجالس المنتخبة بات ضرورة كبيرة جدا، كما أضفى وجودها شيئا كبيرا في أداء هذه المجالس المنتخبة المرأة تقترن بالأمل والصبر، لهذا اللّه سبحانه وتعالى خصّها بأتعاب الأمومة، والمجالس المنتخبة تتطلب الكثير من الصبر والاستماع للآخر، كما تتطلب الايجابية في تسيير شؤون المجالس الشيء الذي غالبا ما يفتقده الرجل خاصة في المجتمع الجزائري، لتبقى المرأة هي العنصر الأساسي الذي يمكن أن يهتم بهذا الجانب.
أما الأداء المهني في الحقيقة ليس هناك اختلاف بين المرأة والرجل، ماعدا أنه أحيانا في انعقاد الدورات والاجتماعات على مستوى المجلس البلدي يجب أن تراعى المرأة لخصوصيتها، كأن لا يمكن أن تبقى إلى ساعات متأخرة في الاجتماعات، وكذا شهر رمضان، فالمرأة هي ربة بيت وأمّ يجب أن تراعى هذه الخصوصيات، ما عدا ذلك الحمد للّه نحن لا نجد أي فرق بيننا وبين الرجل في المجالس إلاّ من خلال الخبرة والأداء المهني.
@ في عيد المرأة الثامن من مارس ماذا تقول السيدة جميلة للنساء الجزائريات في هذا اليوم؟
@@ أقول للمرأة الجزائرية إنّها جزء من هذا المجتمع ولها الحق في أي طموح مشروع يمكن أن تعمل على تحقيقه، فقط لابد للمرأة الجزائرية أن تعيد تأهيل نفسها بنفسها، ليست مستحيلة، فهناك الكثير من النساء الجزائريات بدأن من العدم ووصلنا إلى مستويات عالية وتقلدن مسؤوليات كبيرة جدا، يجب أن تؤمن المرأة الجزائرية بقدراتها الذاتية كما يجب عليها أن تتعلم ولا يوجد عائق لا السن ولا العادات والتقاليد، الحمد للّه بات المجتمع الجزائري أكثر تفتّح من ذي قبل، كما توفّرت معاهد ومراكز التكوين في كل مناطق الوطن. يبقى العيب في عقل المرأة فالمرأة العربية المسلمة تتعلّم من أجل أن تتقن تربية أبنائها وتتعلم من أجل أن تقود بيتها وشؤون حياة أسرتها، وتتعلم من أجل أن تعلّم الأجيال الصاعدة. لم تكن المرأة في تاريخنا إلاّ سندا للرجل، كان الرجل يخشى على المرأة من أن تخرج وتواجه الحياة، لكن اليوم باتت المرأة أكثر خشية أن يواجه الرجل الحياة بمفرده، لأنّ الحياة الاجتماعية أصبحت أكثر تعقيدا وباتت تتطلب وجود المرأة والرجل معا من أجل مواجهتها.
كما أوجّه إلى السلطات المحلية والوطنية أنّ المرأة في عيدها يجب أن نعرّفها أكثر بأهم الطرق والسبل الناجعة لتطوير ذاتها، وليس عيد المرأة يعني الاحتفال بالغناء والحفلات، فهذا لا يفيد المرأة في شيء، يجب أن نقدم في هذا العيد للمرأة نماذج عن نساء نجحن في شقّ مسيرتهن في الحياة، ونرغّب المرأة أكثر لكي تُقبل على تحسين ذاتها وتطوير قدراتها المهنية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024