الشعب تستطلع واقع دشرة اللبابدة بأعالي بلدية تابلاط

صمود رغم العزلــة واستقرار في انتظار مــرافـق حيـويــة

المدية:م. أمين عباس

ما تزال معاناة سكان دشرة اللبابدة بتابلاط بالمدية، مستمرة وهذا بالجري وراء قارورات  غاز البوتان، مع ازدياد موجة البرد الشديدة وسقوط الثلوج بهذه المنطقة الواقعة بنحو 110كلم شرق الولاية . 
« الشعب» وبوجودها في عين المكان على بعد 12 كلم، من مقر بلدية تابلاط، سجلت أن  مطالب سكان هذه المنطقة الريفية بامتياز والمطروحة منذ سنوات، العائق الأكبر وراء استقرار قاطني هذه الدشرة المعروفة بكثافتها السكانية وبقراها السبع على غرار النواورة، الحنايشية، القداورية، وشهرتها بوجود أجود أنواع العسل واللوز والزيتون .
وفي حديثنا مع السيد مولود تريكي، ممثل سكان هذه الدشرة، قال «إننا ومع بداية سنة 2016، ما نزال نتخبّط في جملة من النقائص، إلى حدّ أنها نغصت يومياتنا، لكون أن جل مطالبنا، التي أعلن عنها بطرق سلمية، كانت نهدف إسماع صوتنا للسلطات المحلية والولائية المعنية، دون أن تأتي بأي نتيجة»، بحيث أن «مشاكل  فك العزلة عن أهالينا برأس الجبل، وتدارك مشكلة النقل المدرسي وتوفير قطرة الماء الشروب، وتوفير الإنارة الريفية بقيت حبيسة الأدراج، رغم تحسن الوضع الأمني وعودة النازحين سنوات الإرهاب الأعمى».
 وواصل محدثنا سرد تفاصيل هذه المعاناة، «إن هذه الصرخات التي لم تجد نفعا، لكون أن سكان هذه الدشرة، محرومين من ماء كدية أسردون، رغم مرور قانته الرئيسية لتزويد مدينة تابلاط على مرمى حجر من قريتهم، وبالرغم من استفادة أكثر من 20 بلدية وتجمعا سكانيا بعاصمة التيطري المدية، فإنهم لايزالون يجلبون هذه المادة الضرورية للحياة على  ظهور الدواب ومن الآبار والوديان، كما يضطرون إلى شرائه بأسعار تؤثر على قدراتهم المعيشية»، متسائلا في الوقت ذاته، «كيف «أن البلدية قامت بإنجاز حنفيات على مستوى أماكن بعيدة عنهم»، ما يعني ـ حسبه ـ أن القاطنين بمداشراللبابدة يعانون العطش لحد الآن، إضافة إلى  النقص الملاحظ في النقل المدرسي، حيث يضطر التلاميذ المتمدرسون بمرحلتي الإكمالي والثانوي بتابلاط، إلى قطع أزيد من خمسة كيلومترات من 15كلم، مشيا على الأقدام، للوصول الى بوابة الفرقة،  حيث توجد بداية الطريق المعبّد، الرابط بين قريتهم والطريق الوطني رقم 8 الرابط بين العاصمة وبوسعادة مرورا بتابلاط، وما يزيد الطين بلة أن هؤلاء الناشئة ينتظرون وصول وسيلة النقل في ظروف  قاسية، لتوصلهم إلى المنطقة الحضرية على مسافة 12كلم».
واستطرد محدثنا قوله: «بصفتي ممثلا عن سكان هذه الدشرة، فإن سكان هذه المنطقة، كانوا قد طالبوا البلدية بدفع مستحقات الخواص المتكفلين بنقل تلاميذ هذه الجهة، بقصد تسهيل عملية نقل أبنائهم  لتتحسن نتائج تمدرسهم مع نهاية كل سنة دراسية، وتنخفض نسبة التسرّب المدرسي كلّ آخر سنة دراسية».
 اختتم  ممثل هذه الدشرة الواقعة في منطقة استراتجية، حديثه بأن «أولويات سكان هذه المنطقة تتمثل حاليا في ضرورة الإفراج عن مشروع المدرسة الواقع بأعالي دشرة اللبابدة الشمالية، والمسجل منذ 03 سنوات لتخليص أبنائهم من عناء الترجل مشيا، إلى المدرسة القديمة والإنقطاع عنها، كلما تسوء الأحوال الجوية، وتمكين هؤلاء من المسالك  الفلاحية والريفية، وربطهم بالماء الشروب».
هذا وفي اتصال مع رئيس بلدية تابلاط  السيد منير تيجاني، أكد لنا بدوره بأنه بخصوص المياه الصالحة للشرب، فإن «البلدية خصصت مبالغ مالية ضخمة لهذا الغرض، نظرا لطبيعة تضاريس المنطقة من جهة، وبعد المنقب المائي وانتشار السكان المتباعد عن بعضه البعض، حيث تمّ إنشاء حصص لتوصيل الماء الشروب، إلى جانب بناء خزانين، كما شرع في التوزيع للسكان المجاورين للخزان في شكل عيون جماعية بقصد تفادي عملية تبذير هذه المادة الحيوية، على أنه ما يزال فيه مشروع آخر بقيمة 600 مليون سنتيم، إذ متوقع أن يتم الشروع فيه في الآيام القليلة القادمة بعد حصول البلدية على مقرارات التسجيل».
  أما بشأن المسالك الريفية، أشار ذات الرئيس في  هذا الصدد بأن «البلدية قد رصد لها حصص من المسالك ريفية، كما اسفادت في اطار المخطط  البلدي للتنمية من حصة لا بأس بها، حيث رصد لدشرة اللبابدة 50 بالمائة من مجموع ما رصد للبلدية، كما أن الطرق هي في طور الإنجاز، منها طريق اللبابدة في شطرها الثاني، فضلا عن مشروع طريق أهل الشعاب  المجزء إلى 03 أقسام بهذه الفرقة، باتجاهها العلوي، فهو مسجل ضمن ميزانية البلدية، كما أن كل هذه الطرقات تدخل في محيط هذه الدشرة، بينما أن مشروع المدرسة المطروح من طرف السكان، تعهدت البلدية ببناء دورة للمياه وسياج، كما هي في  انتظار انطلاق العمل به من طرف مديرية التجهيز بالولاية».  
 وإلى أن تتحقّق مطالب هؤلاء وتتجسد تعهدات البلدية، تبقى هذه الدشرة صامدة في وجه العزلة وصعوبة مسالكها رغم طيّها لسنوات العشرية الحمراء بالثلاث.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024