لا تزال العشرات من العائلات تتجرع مرارة العيش في سكنات فوضوية بحظيرة بوروبة الواقعة بجوار الطريق الولائي رقم ١٣ بأربع طرقات، على الرغم من الوعود الكثيرة التي أطلقتها الجهات المعنية منذ ١٧ سنة أي تاريخ ترحيلهم من البيوت القصديرية التي كانوا يقطنونها بحي الكاليتوس بباش جراح سنة ١٩٩٦، في ظل ضائقة السكن والظروف الأمنية الحرجة التي كانت تمر بها البلاد خلال العشرية السوداء.
وفي زيارة ميدانية قادت لـ ''الشعب'' لهذا الحي القصديري لمسنا درجة المعاناة التي يعيشها سكانه في ظل تفاقم المشاكل اليومية التي أرهقت كاهلهم جراء غياب أدنى ضروريات الحياة بهذه السكنات القصديرية، كالماء الذين يضطـرون لجلبه بالطرق التقليدية في حين يتم ربط بيوتهم ان صح تسميتها بهذا الاسم بالكهرباء بطريقة فوضوية جعلتهم يعيشون بخطر دائم يهدّد حياتهم بسبب التداخل الحاصل بين الأسلاك الكهربائية التي تربط منازلهم، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة حقيقية في أي لحظة، وهو ما حدث مند فترة عندما سقط كابل كهربائي بفناء منزل متسببا في اندلاع النيران التي أطفأتها إحدى المؤسسات التي كانت تعمل بعين المكان.
وأفاد السكان في حديثهم مع ''الشعب'' أن الحياة أضحت لا تطاق بهذه السكنات فبعد أن رحلوا من حي الكاليتوس سنة ١٩٩٦، بأمر من السلطات المحلية تم جلبهم إلى الحظيرة التي تقع بين محل لغسل السيارات وقطعة أرضية مخصصة لأحد الخواص ببلدية بوروبة على أن لا تتجاوز مدة مكوثهم بها أسبوعا واحدا غير أن المدة طالت وتجاوزت ١٧ سنة، عانوا خلالها الأمرين وتجرعوا فيها حياة البؤس والشقاء .
وفي ختام حديثهم، طالب قاطنو الحي القصديري المعروفون بسكان حظيرة بلدية بوروبة، كافة الجهات المعنية المحلية والولائية الاستعجال في النظر إلى انشغالاتهم التي تنحصر في مطلب الترحيل نحو سكنات اجتماعية لائقة تخلصهم من حياة الصفيح التي طبعت تواجدهم بالمنطقة طيلة أكثر من عشرية.