قاعة “كابري” بالعاصمة

إهمال لفضاء مرتبط بالجامعة المركزية

الجزائر: جمال أوكيلي

توجد قاعة “كابري” الكائنة بشارع حماني شراس سابقا بوسط العاصمة في حالة يرثى لها جراء الذي لحق بها الأبواب مهمشة تسمح لأي شخص الدخول إليها والأسقف آيلة للسقوط.
وقد أصبنا بالدهشة والذهول عند اقترابنا منها نظرا للوضعية المأسوية التي آلت إليها وهي التي كانت بالأمس تابعة لجامعة الجزائر كملحقة للطلبة لاستكمال المحاضرات المقررة والملتقيات والأعمال التطبيقية وحتى الامتحانات.

ولم تكتف بهذا الجانب البيداغوجي للتعليم العالي والبحث العلمي بل احتضنت مواعيد تاريخية هامة وهي عبارة عن نقاشات ساخنة حول ثورة أول نوفمبر نشطها كل من المجاهدين لخضر بن طوبال وسعد دحلب، بالإضافة إلى مشاركة قوية للطلبة آنذاك وحضور كبير للمهتمين بالشأن التاريخي.. ففي كل مرة كان هؤلاء القادة يتداولون على منصة قاعة “كابري” للحديث عن أحداث الثورة بحماس فيّاض في شقيها السياسي والعسكري.
اليوم  تغيّر الأمر رأسا على عقب بعد أن تدهورت هذه القاعة بشكل فظيع وتحوّلت  إلى ملجأ للحيوانات والحشرات الضارة بحكم غياب من يتولى أمرها والإشراف عليها كما كان ذلك بالأمس حتى وإن تقرّر نزع عنها الطابع البيداغوجي.
بالإمكان أن تستغل لأغراض أخرى ذات قيمة علمية وثقافية كونها تقع في مكان استراتيجي قريبة من المؤسسات ووسائل النقل كالميترو ومحطة القطار آغا والحافلات تافورة. فمتى نعيد الاعتبار إلى قاعة “كابري: يا ترى؟!

فضاءات “مجهولة” إلى متى ؟
وهذا “الهيكل الحيوي” هو من بين الفضاءات المتروكة في العاصمة لتولي لها البلديات أدنى اهتمام، ففي شارع بن مهيدي هناك قاعات لا تعد ولا تحصى قامت الجهات المعنية بإغلاقها بأحكام مثل ما هو الأمر مع قاعة “ماريفو”  و«الريجون” و«ميدي مينوي” و« لوباري” و«نجمة” و«دنيا زاد” و«لوديو” التي تقع في أقواس”سوق روشارل”.. لا يلاحظ أحد بأن هناك قاعة نظرا لعدم الكلام عنها والأكثر من هذا العمل على إخفائها.. في حين أن سكان تلك الجهة في حاجة ماسة لمثل هذه الأماكن للترويح عن أنفسهم تابعة لبلدية القصبة، كما أن قاعة “الجمال” الذي غنى فيها فريد الأطرش تحوّلت إلى “الحفلات” أي الأعراس ناهيك عن قاعات أخرى في بلديات أخرى ماتزال مهملة للأسف ثم يشتكي البعض من انعدام الهياكل هذا غير صحيح والواقع يكذب ذلك.
ونسجّل خلال هذه الصائفة عدم استغلال هذه القاعات خاصة التي تم ترميمها “كالجزائرية” بديدوش و«كازينو” ببن مهيدي واكتفى المنظمون بفضاء البريد المركزي لفترة قصيرة جدا لم تشف غليل العائلات يوم أو يومان ثم ينزل ستار النشاطات الترفيهية مما اضطر بالكثير إما التوجه إلى برامج وكالة ترفيه الشباب بملعب واقنوني ومساحة ملعب ٥ جويلية وقصر المعارض بسبب وجود وسائل هامة للتسلية.
فمن الضروري إقامة شبكة للتواصل بين الجماعات المحلية ووزارة الثقافة لإيجاد آليات عملية لاستغلال هذه الفضاءات وفق رؤية مخالفة عن سابقتها تفتح لأهل الاختصاص في الإبداع وللناشئة كذلك.. ومثل هذا العمل ليس بالمستحيل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024