يشهد مقطع الطريق السيار الرابط بين البويرة وبلدية الاخضرية عمليات ترميم واسعة النطاق لإعادة تحسين وضعيته بعد أن شكلت نقطة سوداء على مسار السيار شرق ـ غرب، ووضع حد لمعاناة أصحاب المركبات بعد أن بات يشكل خطرا حقيقيا على مستعمليه، بالنظر إلى عدد الحوادث المسجلة على مستواه يوميا جراء الحالة الكارثية التي آل إليها.
رغم الازدحام المروري المسجل على مستوى الشطر الربط مابين مدينة البويرة والاخضرية بسبب أشغال إعادة تهيئة الطريق، حيث يتم توجيه حركة المرور على جزء واحد من الطريق لإعادة تهيئة الجزء المقابل، غير أن عديد المواطنين استحسنوا مبادرة إعادة تجسيد الطريق بعيدا عن سياسة البريكولاج، حيث يطمح المواطنون إلى انجازه وفق المعايير المعمول بها دوليا ضمانا لأمنهم وسلامتهم، خاصة بعد أن بات يشكل خطرا حقيقيا .
وقد تمّ في إطار عمليات الترميم على مستوى هذا الشطر وضع إشارات مرور لتوجيه مستعملي الطريق خلال فترة الأشغال، حيث يجتاز أصحاب المركبات ما يفوق الـ30 كلم في طريق ذي اتجاه واحد ما يتسبب في ازدحام حركة المرور عند هذا الشطر تتطلب الوقوف في كثير من المرات في طابور من السيارات لأكثر من نصف ساعة من الزمن.
كما تشهد بعض المقاطع من الطريق السيار انتشارا كبيرا للمطبات والحفر على الرغم من الفترة القصيرة لدخوله حيز الخدمة، وهذا راجع إلى عدم تطبيق المعايير المعمول بها في انجازه، فالمتمعّن في الشطر الرابط يلاحظ تشكل برك مائية على الحواف وامتلاء الحفر المتواجدة به نتيجة انعدام مجاري صرفها، ما أدى إلى تخوف سائقي المركبات والسيارات من حدوث انزلاقات.
ويأمل الموطنون في ظلّ هذه المعاناة إلى الانتهاء من هذا الكابوس من خلال متابعة المشرفين على هذا الشطر مدى حرص المؤسسات المكلفة بإعادة انجازه وتسليم المقاطع وفق الآجال المحددة لها وهذا بعد أن طال أمدها، حيث عبّر عدد من المواطنين في تصريح لـ«الشعب” عن امتعاضهم الشديد من السلبيات الناجمة عن أشغال إعادة تهيئة هذا الشطر وعلى رأسها الحوادث اليومية، حيث يستعمل أصحاب المركبات سرعة مفرطة مباشرة بعد خروجهم من الشطر الازدواجي لتدارك التأخر المسجل على مستوى هذا الشطر ما يتسبّب في وقوع حوادث مريعة.
دون الحديث عن أصحاب الوزن الثقيل الذين يستعملون سرعة مفرطة ويرتكبون أخطاء تتسبب في حوادث كارثية راح ضحيتها عديد المواطنين وهذا لعدم احترامهم إشارات المرور وعدم السير في أقصي اليمين، كما ينص عليه قانون النقل.
من جهة أخرى، يعرف الطريق السيار شرق ـ غرب نقصا كبيرا في العديد من المرافق و الخدمات الواجب توفرها لضمان راحة مستعمليه على غرار فضاءات الراحة والترفيه، حيث لا يزال مشكل غياب محطات الوقود عبر الطريق السريع يؤرق أصحاب السيارات ويدفعهم إلى ملء الخزانات قبل الخروج من العاصمة حيث يزودون عرباتهم ببنزين إضافي قبل الإقلاع لتفادي الوقوع في مأزق البحث عن وقود إضافي.
وقد سجلنا اجتيازنا لهذا الشطر مغامرة المواطنين من كل الفئات العمرية في محاولة قطع الطريق السيار غير مبالين بالخطر الذي يمكن أن يحدق بهم،ولدى الاستفسار عن الأمر أرجع محدثونا المسألة إلى عدم وجود ممرات علوية تربط جنبات الطريق التي قطعت القرى والمدن إلى نصفين، مما يضطرهم إلى مثل هذه السلوكات المميتة خاصة في الجهة المقابلة، حيث توجد محطة بنزين تحوي على مقهى وبعض المرافق الخدامتية.
ورغم جملة المشاكل التي ما تزال تشوب هذا المقطع من الطريق السيار إلا أنه يبقى يشكل أهم المحاور المشاريع الكبرى التي تم تجسيدها حيث اختصرت على المسافرين المسافات وسهلت عليهم عملية تنقلهم في ظرف قصير .