برامــج خاصّة لإنصاف القرى والمداشر والمناطــق المعزولـة
يعود بنا المجاهد بن حمود عبد الوهاب المدعو لخميسي بـ06 عقود من الزمن إلى الوراء عندما أراد مقارنة الوضع التنموي للجزائر قبل وبعد الاستقلال، متذكّرا جيّدا صورة الخراب التي وقف عليها ببلدية عين الطويلة شرق ولاية خنشلة، كعينة عن أغلب المناطق حينما عاد من فرنسا سنة 1963 حيث كان مجاهدا في صفوف فدرالية جبهة التحرير الوطني.
المجاهد بن حمود عبد الوهاب الذي التحق بالثورة في رمضان سنة 1955، وعمره 16 سنة كمنسّق بجبال عين الطويلة تحت قيادة الشهيد «لحسن مرير» ثم تنقل إلى فرنسا نهاية سنة 1956 ليواصل الجهاد في صفوف فدرالية الجبهة، وصف صورة بلدية عين الطويلة، مسقط رأسه غداة الاستقلال، كقرية محرومة من كل المرافق ومظاهر الحياة وكذا صور الحرمان الذي مارسه المستعمر على السكان وما خلفته حرب التحرير من آثار وخيمة وخراب، شمل معظم مناطق ولاية خنشلة بمدنها وأريافها وقراها ومداشرها.
وقال المجاهد بن حمود في هذا الصدد في لقاء بـ»الشّعب» ببيته في عين الطويلة، «إنّ الدولة الجزائرية لم تتوقّف عن البناء والتشييد منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا على الرغم من قلة الإمكانات في بعض مراحل التشييد واختلاف الرؤى والأفكار إلى أن وصلت التنمية المحلية إلى هذا المستوى الذي نعيشه الآن مرفوعي الرأس ومفتخرين بإنجازاتنا».
وأضاف محدثنا قائلا: «الحمد الله الذي أطال في عمري لأرى كل هذه لانجازات إذ أنني لم أتخيل أن تصبح الجزائر هكذا بعدما وقفت وعايشت أهم مراحل الثورة والاستقلال، فلقد كنا نتنقل من بلدية عين الطويلة إلى مدينة خنشلة بواسطة الدواب واليوم تم تشييد شبكة كبيرة من الطرقات، وأتذكّر جيدا عندما تم ربط البلدية بالكهرباء في سبعينيات من القرن الماضي فلقد كان ذلك انجازا حقيقيا للسكان».
وواصلت الدولة عمليات تشييد المدارس والمستشفيات، الطرقات والربط بشبكات المياه والغاز وغيرها من المرافق الهامة للسكان، فاليوم بلدية عين الطويلة تتربّع على 04 ثانويات بعدما كانت تملك مدرسة ابتدائية واحدة، وأضحت ولاية خنشلة بجامعة مستقلة تكوّن الإطارات في مختلف التخصّصات بعدما كنا نتنقل لمناطق بعيدة من أجل الدراسة وحفظ القران.
واعتبر محدّثنا بصفته رئيس بلدية سابق لعين الطويلة لعدة عهدات، أنّ التحدي التنموي والمستوى الذي وصلت إليه مختلف مناطق الوطن كان بفضل سواعد الرجال والنساء وعمل الدولة الجزائرية منذ الاستقلال على تكوين الإطارات ومواكبة التحولات الداخلية والخارجية، حتى تكون في مستوى تطلعات الشعب وصون رسالة الشهداء مع الحفاظ على اجتماعية الدولة وصون كرامة المواطن.
«سي لخميسي» (وهو الاسم الثوري للمجاهد عبد الوهاب)، أبرز البرامج التنموية الخاصة التي جاء بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون منذ توليه الرئاسة، لفائدة مناطق الظل، وذلك عبر كافة ولايات الوطن، خاصة الجنوبية والداخلية والتي تمحورت على ضرورة توفير ما يحتاج كل مواطن جزائري، مهما كانت المنطقة التي يقطن بها، حيث شهدنا ثورة تنموية عبر المناطق المحرومة والتي حرمت سابقا لأسباب أو لأخرى من التنمية، وهو ما ينطبق كذلك على البرامج الخاصة المرصودة لعدة ولايات عانت من تأخّر العملية التنموية كولاية خنشلة وولاية غليزان وغيرها، وهي برامج حقيقة فريدة من نوعها رفعت الغبن بشكل كبير على المستفيدين بها وأحدثت توازن تنموي بين مختلف جهات الوطن بعدما كانت فئة من الشعب الجزائري تعيش حرمان كبير مقارنة بفئة أخرى تعيش في رفاهية ونعيم.
وثمّن محدثنا مواصلة الدولة لعملية الاستدراك التنموية التي أضحت نهج يتم من خلاله إنصاف القرى والمداشر والمناطق البعيدة والمعزولة ببرمجة عمليات فتح وتعبيد الطرقات والربط بمختلف الشبكات، وإنجاز المدارس في صورة تعكس هيبة الدولة لجزائرية واجتماعيتها وصونها لرسالة الشهداء.
وأردف في هذا السياق، أنّ السلطات المحلية تعمل باستمرار على جلب أغلفة مالية وفقا للأولويات لتكملة أي نقص مسجّل في عملية توفير أدنى ضروريات العيش لكافة السكان بولاية خنشلة وببلدية عين الطويلة، التي تشهد عملية تنموية نوعية على الرغم من تعطّل دخول المستشفى الجديد حيّز الخدمة بسبب تعطل عملية التجهيز والتي يبذل من أجلها والي الولاية ورئيسي البلدية والدائرة ومدير الصحة مجهودات معتبرة لإتمام عملية التجهيز ودخوله مستقبلا حيّز الخدمة لفائدة سكان عين الطويلة والمناطق المجاورة لها. وألح المجاهد بن حمود، في حديثه، على ضرورة تقديم شكر خاص لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على النهج الذي يسلكه في السياسة الداخلية والخارجية للجزائر طالبا منه مواصلة هذا المسار المشرف للجزائر والمخلصين لهذا الوطن، مثمّنا دور الجيش الشعبي الوطني في صون هذا الوطن ومشاركته في العملية التنموية الداخلية ورفع تحدي التطور ومواكبة التحولات العالمية.