الوجهة الجزائرية.. جاذبية وأمان

موسم الاصطياف..استقطاب 20 مليون سائح

سفيان حشيفة

 طلحي: تفعيل خطة ترويج ذكية وإقامة حملات إعلامية رقمية

 ترسيخ ثقافة سياحية مستدامة..الفرصة متاحة هذا الموسم

أقرت السلطات العمومية تحضيرات هامة لموسم الاصطياف 2025، من خلال إطلاق عدة مشاريع تهيئة بالشواطئ على طول الشريط الساحلي والمواقع السياحية، وتجهيزها بمختلف متطلبات الأمان، للسهر على راحة المصطافين والسياح القادمين من الداخل والخارج.

تستقطب شواطئ الجزائر الممتدة على طول ساحلي يبلغ أكثر من 2000 كلم من ولاية الطارف شرقًا، إلى تلمسان غربًا، ملايين السياح من الداخل والخارج في فصل الصيف، نظرا لما تزخر به من مواقع خلابة ومناظر طبيعية بديعة لا مثيل لها، تجمع بين البحر والجبال والتلال والغابات.
ومن أجل إبراز وجهة الجزائر السياحية الصيفية، شرعت المصالح المختصة مبكرا هذا الموسم في عمليات التهيئة للمواقع الشاطئية، شملت التنظيف وإصلاح الإنارة العمومية وإعادة الاعتبار للأرصفة ومسارات الصعود والنزول والتشجير والتقليم، واستحداث أماكن للحراسة خاصة بالأمن الوطني والحماية المدنية، وإنجاز أكشاك متعددة الخدمات، ودورات مياه وغيرها من وسائل الراحة للمصطافين.
وفي هذا الإطار، شدد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في آخر اجتماع لمجلس الوزراء، تناول التحضيرات لموسم الاصطياف وترتيبات استقبال الجالية الوطنية بالخارج، على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان تكفل أفضل، وتقديم خدمات مفيدة لأفراد الجالية عبر المطارات والموانئ، بالنسبة لحاملي جوازات السفر الجزائرية، باعتماد التسهيلات الممكنة لتبسيط الدخول إلى أرض الوطن، وهذا طيلة فصل الصيف.
يؤكد رئيس جمعية صدى الجزائر لتشجيع السياحة وتطويرها، عبد  العزيز طلحي، أن السلطات المركزية والمحلية هيأت الظروف المناسبة لإنجاح موسم الاصطياف 2025، عبر تحسين وضعية الهياكل القاعدية، وإطلاق حملات لترميم وتنظيف الشواطئ، وإعادة تأهيل الطرقات المؤدية إلى الوجهات الساحلية والجبلية، ودعم شبكات النقل ما بين الولايات خاصة عبر القطارات والحافلات، وأيضا تعزيز الأمن والنظام العام بتكثيف التواجد الأمني في محيط النقاط السياحية.
قال عبد العزيز طلحي، في تصريح خصّ به “الشعب”، أن الجانب التنظيمي والتأطيري عرف إتاحة عدة تسهيلات لإنشاء فضاءات ترفيهية مؤقتة، مرفقة بأسواق صيفية وأنشطة ثقافية موازية، وإطلاق تطبيقات إلكترونية ودلائل رقمية لتوجيه السائحين، وكذا تنظيم حملات تحسيسية عبر وسائل الإعلام حول السياحة الداخلية وأهم الوجهات الوطنية.
ورغم هذه المجهودات، مثلما أبرز طلحي، ما زالت بعض النقاط تحتاج إلى معالجة وتحسين عاجل، مثل ضُعف الترويج الاحترافي للمناطق الداخلية، ومحدودية خيارات الإيواء منخفض التكلفة للعائلات، وأيضا يوجد نقص كبير في التكامل والتنسيق بين القطاعين العمومي والخاص.
ولإنجاح موسم الاصطياف واستقطاب 20 مليون سائح داخلي، اقترح المتحدث تفعيل خطة ترويج ذكية وموجهة للوجهات المفضلة، وإقامة حملات إعلامية رقمية عبر مواقع التواصل تستهدف العائلات والشباب، والتعاون مع المؤثرين المحليين لتسويق الأماكن الداخلية، نظرا إلى قدرتهم على تقديم محتوى مرئي جاذب، من خلال نشر فيديوهات قصيرة وقصص مصورة على المنصات  الإجتماعية.
كما يتعيّن على القطاع الخاص ممثلا في الوكالات السياحية والفنادق وكل الفاعلين الاقتصاديين في قطاع السياحة ومن لهم علاقة مباشرة بموسم الاصطياف، تطوير عروض سياحية مهيكلة عن طريق إعداد “رُزم سياحية” تشمل النقل، والإيواء، والإطعام، بأسعار معقولة، وكذا دعم المبادرات الشبانية، على غرار الرحلات الجماعية والكشافة وأنشطة الجامعات والهيئات العمومية والخاصة.
النجاح في بلوغ عتبة 20 مليون سائح داخلي، لا يتطلب فقط إمكانات مادية، بل رؤية جماعية متكاملة، تتضافر فيها جهود الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، من أجل بناء وجهة جزائرية صيفية تنافسية، جذابة وآمنة، وفقا للمصدر ذاته.
وخلص طلحي إلى أن الجزائر تمتلك مؤهلات سياحية عالمية، وموسم الاصطياف الحالي سيكون فرصة لترسيخ ثقافة سياحية مستدامة، وتشجيع المواطنين على اكتشاف بلادهم، لأن السياحة الداخلية هي أحد عوامل أي نهضة اقتصادية واجتماعية حقيقية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025
العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025
العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025