تلبيـة كــل احتياجــات المصطافــين..مقوّمــات النجــاح
تزامن موسم الاصطياف هذا العام مع اعتماد السلطات العليا لمجموعة إجراءات استثنائية على مختلف الأصعدة، رفعت من حالة التأهّب لاستقبال المغتربين وأفراد الجالية الوطنية بالخارج، وتهدف هذه الإجراءات إلى توفير أكبر قدر من الراحة والأمان للمصطافين وتلبية احتياجات المواطنين والزوّار، مسجّلةً بذلك خطوات ملموسة في تحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات السياحية.
وتأتي هذه التدابير والإجراءات المكثّفة لموسم الاصطياف هذا العام، في سياق توجيهات مباشرة من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في آخر اجتماع لمجلس الوزراء، والتي كانت واضحة تعكس مدى انفتاح الجزائر على أبنائها في الداخل والخارج.
تحضيرات موسم الاصطياف لهذا العام جاءت مصاحبةً لديناميكية جديدة أطلقتها السلطات العليا بالبلاد، ترمي من خلالها إلى إنجاح الموسم السياحي وتهيئة الظروف الملائمة لاستقبال المصطافين، وهي مجهودات نوعية تعكس مدى حرص الجهات المختصّة على توفير كل مقومات نجاح الموسم وتلبية كل احتياجات المصطافين، سواء من داخل الوطن أو خارجه، ما يعكس بوضوح رؤية السلطات العليا في جعل موسم الاصطياف فرصة لتعزيز اللُحمة الوطنية وتنشيط الاقتصاد المحلي.
جملة التدابير والإجراءات المعلن عنها لموسم الاصطياف، نالت إشادة واسعة وارتياحاً كبيراً في أوساط الجالية الوطنية المقيمة في الخارج، لما حملته من أبعاد إنسانية وتقدير رمزي لتلك العلاقة الوثيقة التي تربط الجزائر بأبنائها المقيمين والمغتربين.
وهي تدابير جاءت كذلك لتكرّس روح المواطنة وتعزّز رابطة الانتماء للوطن، وتزيل الكثير من العراقيل البيروقراطية، ما يُبرز مدى انخراط الدولة في الاستجابة لتطلّعات مواطنيها باعتبارهم يشكّلون مركز أولويات السياسة الوطنية.
وأشاد متابعون بقرارات مجلس الوزراء الأخير، وهي إشادة نابعة من إدراكهم بأن توجيهات رئيس الجمهورية فيما يخص موسم الاصطياف تجاوزت كونها تعليمات إدارية محضة، بل هي تجسيد فعلي لرؤية استراتيجية تهدف إلى جعل موسم الاصطياف فرصة حقيقية لتحريك الركود المسجّل في قطاع السياحة، وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي وتعزيز الروابط الاجتماعية، واستعادة المواطن الجزائري في قدرة مؤسسات الدولة على تلبية تطلّعاته، سواءً كان مقيماً داخل التراب الوطني أو أحد أفراد الجالية الوطنية بالخارج.
كما أجمع متابعون على أن هذه التوجيهات المنبثقة عن مجلس الوزراء، تُعدُّ خطوة مهمة في مسار رأب الصدع الحاصل بين المغتربين ووطنهم، وتعيد ثقة الجالية الوطنية في الخارج بمؤسسات الدولة التي لم تفرّط فيهم يوماً وجعل هذا الانتماء رؤية وطنية متكاملة تتجاوز الظرفية الزمنية إلى بناء علاقة دائمة بين المغتربين ووطنهم الأم.
وقد أجمع مراقبون على أن هذه التدابير حملت رسائل واضحة مفادها أن الوطن لا ينسى أبناءه، وأن مؤسسات الدولة تضع في الحسبان متطلّبات كل الجزائريين سواء داخل الوطن أو خارجه، والذين عبّروا في أكثر من مناسبة عن اعتزازهم بالانتماء لهذا الوطن وارتياحهم لهذه الالتفاتة التي أعادت توجيه دفة المغتربين إلى الوطن الأم، وفتحت معها صفحة جديدة من العلاقة المتينة المبنية الوطن وأبنائه.