تسابـق الزّمن لتجعـل من موسـم الاصطيـاف مساحــة للتّألّق

وهـران..وجهة سياحية عالمية

مسعودة براهمية

 13 منشأة جديدة وخطــط توسعيـة تمنــح “الباهـيــة” جاذبيــة أكــبر

 شاطــئ “عين فرانـين”.. عـودة قويـة لتعزيـز السّياحـة الشّاطئيــة

تواصل عاصمة الغرب الجزائري، وهران، نثر سحرها المتفرّد، متألقة كوجهة سياحية رائدة، تمزج بين عراقة التاريخ ونبض الحداثة في توليفةٍ آسرة، تمنح الزائر تجربة متكاملة، تنسج تفاصيلها بما يلبّي تنوّع تطلّعاته واختلاف اهتماماته.

 تستمد وهران مكانتها المتميزة من بنيتها التحتية المتطورة ومقوماتها السياحية المتنامية، وهو ما أكّده المدير المحلي للسياحة والصناعات التقليدية، صالح بأقل، مشيدا بالحركية المتسارعة التي يشهدها القطاع في الآونة الأخيرة.
وأعرب باقل في تصريح لـ “الشعب”، عن اعتزازه بـ “الباهية”، والتي تُعد من أبرز الوجهات الشاطئية في الجزائر، بفضل شريطها الساحلي الممتد لأكثر من 226 كيلومتر، رابطا بين تسع بلديات، من شاطئ مدار غربا إلى شاطئ المقطع شرقا.
وتتوزّع عبر هذا الشريط 36 شاطئا، منها 32 مخصّصة للسباحة، فيما خُصّصت مخططات تهيئة لـ 35 منها، باستثناء “شاطئ الجوالق” الاصطناعي الواقع في بلدية وهران، الذي تقرّر غلقه بقرار إداري، حسب توضيحه.
وأكّد أنّ “التحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف لا تقتصر على إطار زمني محدود، بل تمتد على مدار العام، ممّا يعكس تناغم الجهود وتكاملها لترسيخ مكانة وهران،  كإحدى أبرز الوجهات العالمية القادرة على التميز والمنافسة”.
كما أشار إلى أنّ “تفعيل تعليمات وزيرة السياحة، بإشراف مباشر من السيد الوالي، شكّل دعامة محورية في تنشيط الحركة السياحية، لا سيما في ظل التحضيرات المكثفة لموسم صيف 2025”.


320 مليـون دينـار لتهيئــة الشّواطئ
 وفي هذا السياق، أوضح أنّ “ولاية وهران خصّصت غلافًا ماليًا بقيمة 320 مليون دينار جزائري، موجّها لتهيئة الشواطئ استعدادًا لهذا الموعد الهام”.
وبيّن أن “هذه العمليات نُفّذت، وفق تقسيم منهجي يشمل حصتين رئيسيتين، الأولى موجّهة للجهة الغربية، والثانية للجهة الشرقية، لضمان توزيع متوازن للأشغال، وتحقيق أثر ملموس على مستوى الإقليم الساحلي”.
وفقا للمصدر ذاته،  تنوّعت الأشغال بين الجوانب التزيينية والوظيفية، أبرزها إعادة تأهيل مقرات الدرك الوطني، تحسين الممرات، تعزيز شبكة الإنارة العمومية، وتهيئة مواقف السيارات، إلى جانب عمليات أخرى تهدف إلى توفير فضاء آمن ومريح يلبّي تطلعات المصطافين”.
وقد “نالت بلدية عين الترك الحصة الأكبر من مشاريع التهيئة بالجهة الغربية، حيث مسّت الأشغال شواطئها المتميزة، على غرار سان روك، المنظر الجميل، سان جيرمان، عين الصافية، بيلوطو، ورأس فالكون”.
كما “استفادت بلدية بوسفر من تهيئة شاطئي بومو والشاطئ الكبير، بينما شملت التحسينات ببلدية العنصر شاطئي النخيل والأندلسيات 2”. أما “في الجهة الشرقية، فقد انصبت الجهود على بلدية عين الكرمة من خلال تأهيل شاطئ رأس الأبيض، بينما شهدت بلدية بئر الجير تدخلات نوعية، مست شاطئ عين فرانين، إلى جانب إنجاز ممر للمشاة بمحاذاة فندق المغرب العربي والشاطئ”.
و«من المرتقب أن يحتضن شاطئ عين فرانين فعاليات الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف، تمهيدا لإعادة اعتماده ضمن قائمة الشواطئ المسموح بها للسباحة، وذلك بعد إغلاق دام قرابة ثلاث سنوات جرّاء حادثة انزلاق التربة والصخور التي وقعت في أوت 2022”.

استثمـــارات واسعـة ومرافـق متميّــزة
كما كشف المسؤول التنفيذي عن حزمة من الإجراءات التنظيمية، الرامية إلى ضبط استغلال الشواطئ في إطار قانوني ومحلي صارم، بما يعكس حرص السلطات على تطوير السياحة الساحلية وتحسين جودة الخدمات.
وفي هذا السياق، تمّ تنظيم خرجات ميدانية لمعاينة وضعية الشواطئ بين 23 و26 مارس 2025، تلتها جلسة للجنة المختصة يوم 10 أفريل لضبط الامتيازات، تمهيدا لإطلاق المزايدة الرسمية يوم 29 من الشهر ذاته، كما قال.
تطرّق كذلك إلى “التعليمة الوزارية المشتركة الصادرة بتاريخ 8 ماي 2025 عن وزارات الداخلية، السياحة والمالية، والتي تضبط الإطار القانوني لمنح امتياز استغلال الشواطئ المخصّصة للسباحة خلال موسم الاصطياف لهذا العام”.
وفي إطار الجهود المبذولة لتحسين مرافق الاستقبال والارتقاء بجودة الخدمات، أوضح المدير أنّ “فرقا مشتركة من قطاعات السياحة، الصحة، التجارة والأمن، تُجري جولات تفتيشية دقيقة لضمان التزام المؤسسات الفندقية بالمعايير المعتمدة”.
واعتبر مدير السياحة والصناعات التقليدية، صالح باقل، أنّ “قطاع الفندقة بولاية وهران، يشهد تطوّرا ملحوظا، إذ بلغ عدد المنشآت الفندقية 216 مؤسسة، بطاقة استيعابية إجمالية تُقدَّر بـ 22.199 سريرا”.
كما كشف عن “استكمال أشغال 13 مؤسسة فندقية جديدة، ستدخل حيز الخدمة خلال صيف هذا العام، ما سيسهم في توفير 1.588 سريرا إضافيا، وخلق 374 فرصة عمل مباشرة”.
وفيما يتعلق بمشاريع الاستثمار السياحي في الولاية ذاتها، أفاد المسؤول أنّ “اللجنة الوزارية درست 16 مشروعا استثماريا سياحيا، صُودق على 10 منها، واستُكمل تنفيذ 9، فيما يُسجّل حاليا إنجاز 104 مشاريع، بينما لم تنطلق الأشغال بعد في 76 مشروعا، وتوقفت الأشغال في 9 أخرى”.
وأضاف أنّ “9 مناطق جديدة، خُصّصت للتوسع السياحي، بمساحة إجمالية تقدّر بـ 1,841 هكتارا، حيث نال أحد مخطّطات التهيئة الموافقة الرسمية، في حين لا تزال 7 مخططات أخرى قيد الدراسة، ضمن مسعى متواصل لتهيئة بيئة محفزة لتطوير القطاع وتعزيز جاذبيته المستقبلية”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025
العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025
العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025