”حماية المستهلك”..شريك أساسي في الرقيّ بالخدمة العمومية
شكّل اللقاء الجهوي الذي نظمته بولاية ورقلة المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك وجمع من الإطارات المركزية وكذا ممثلي المديريات الولائية من مناطق الجنوب لمؤسسة اتصالات الجزائر وممثلي جمعيات حماية المستهلك، فرصة مهمة لتقييم واقع الخدمة وطرح الانشغالات المتعلقة بالمستهلكين عبر ولايات جنوب البلاد.
طرح ممثلو جمعيات حماية المستهلك في عدد من الولايات المشاركة، خلال هذا اللقاء، انشغالات ارتبطت بالجوانب التقنية والتجارية في خدمات الاتصالات، وتم تسجيل عدة نقاط مهمة تتعلق بمدى جودة الشبكة، العلاقة مع الزبائن، وصعوبات الربط، من بينها كذلك الطلب المتزايد من المواطنين على تعميم ربط الأحياء بشبكة الألياف البصرية والفصل بين خدمات الهاتف والأنترنت وتطوير أساليب الدفع الإلكتروني للفواتير، بالإضافة إلى محاربة ظاهرة رفع أسعار بطاقات الدفع لدى بعض وكلاء بيع بطاقات الدفع، ولاقت جميع هذه الانشغالات المطروحة إجابات كافية من قبل الإطارات المركزية والمحلية من مؤسسة اتصالات الجزائر.
وفيما تعلق بتعميم الربط بشبكة الألياف البصرية، كشف رئيس قسم التجارة والتسويق والابتكار بالمؤسسة، أمير بن يدير، أن القطاع يعمل على الانتقال التدريجي إلى تعميم الربط بشبكة الألياف البصرية، مشيرا إلى أن مؤسسة اتصالات الجزائر تسعى لتحقيق هذا الهدف آفاق 2027 لضمان خدمة ذات نوعية.
وأكد أن المؤسسة في سياق مساعيها لتحسين الخدمة، تعمل أيضا على خلق شراكات وإطلاق استشارة للتعامل مع مقاولات جديدة من أجل تغطية عمليات الربط بالشبكة، بالإضافة إلى تحديثات للدفع الإلكتروني قريبا، كما دعا إلى مشاركة أعضاء جمعيات حماية المستهلك في عملية محاربة ظاهرة الرفع في أسعار بطاقات الدفع لدى الوكلاء.
وأجمع المشاركون، في هذا اللقاء، على ضرورة مواصلة التنسيق والمرافقة للعمل بفعالية أكثر من أجل تحسين الخدمات المقدمة للمواطن أينما كان، حيث أكد من جانبهم ممثلو مؤسسة اتصالات الجزائر على أهمية الدور الذي تلعبه جمعيات حماية المستهلك في المرافقة والتقييم.
كما خلص اللقاء إلى أن إشراك جمعيات المجتمع المدني في التشاور حول الخدمات العمومية ليس مجرد خيار، بل ضرورة من شأنها أن تعزز من جودة الأداء وترسخ ثقافة الشفافية والتجاوب مع تطلعات المواطنين.
وبدوره، أكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، أن انخراط المؤسسات العمومية في مثل هذه اللقاءات يعتبر مؤشرا إيجابيا على انفتاحها واستعدادها للتفاعل مع انشغالات المستهلكين، كما اعتبر أن مؤسسة اتصالات الجزائر بخطوتها هذه قد حققت نجاحا في أولى مراحل شراكتها مع المجتمع المدني.
من جهة أخرى، شدد المتحدث على أن جمعيات حماية المستهلك لا تكتفي بدور الوسيط، بل تعمل أيضا على توعية المواطن بحقوقه وواجباته، وتسعى لتكون قوة اقتراح فاعلة على مستوى التشريع، مشيرا إلى أنها ساهمت فعليا في مشاريع قوانين هامة، من بينها قانون مكافحة المضاربة غير المشروعة، بالتنسيق مع المجلس الشعبي الوطني.