تدريب نوعي يعكس الكفاءة العالية.. البروفيسور عبد السلام فيلالي:

الجيش الوطني الشعبي..احترافيـة في خدمــة السّـلام

سفيان حشيفة

 يؤكّد الباحث في علم الاجتماع السياسي، البروفيسور عبد السلام فيلالي، أنّ نجاح الجيش الوطني الشعبي، في تنفيذ تمرين “صمود 2025” التكتيكي بالذخيرة الحية، في الناحية العسكرية الثانية، حمل رسائل قوية جدّا، تفيد يقظته واستعداده لمواجهة أيّ طارئ أو ظرف أو تحدٍّ يستجدّ تبعًا للمتغيرات الإقليمية والدولية، سواءً بالنسبة لحدود بلادنا الجنوبية أو الغربية أو بجنوب غربها.

أوضح البروفيسور عبد السلام فيلالي، في تصريح خصّ به “الشّعب”، أنّ تنفيذ تمرين “صمود 2025”، رسّخ انطباع القوة والحزم لدى الجيش الجزائري، كحقيقة وليس مجرّد دعاية، حيث تُبرِز هذه التدريبات النوعية في المقام الأول حرص كبير من لدن القيادة العليا للبلاد على تحديث المؤسّسة العسكرية، وبلوغ المستويات المطلوبة لها، عبر إدماج واستخدام منظومات السلاح المتنوعة، المتطوّرة والفاعلة التي توفرها الصناعات الدفاعية الجزائرية والعالمية.
وأفاد فيلالي أنّ هذا التمرين لم يكن بناءً على تحرّكات ورد فعل لما يرد إلى القيادة العليا من أنشطة مشبوهة تحدث هنا وهناك، وإنما هو تمظهر لإستراتيجية جدّ محكمة ومضبوطة تندرج ضمن المهام العادية للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، وصياغة متجدّدة للأهداف المسطّرة ضمن مهمة الدفاع القومي، من حيث ما هو مكرّس دستوريا كمهام الدفاع عن التراب الوطني وحماية الحدود والتصدي لأي خطر، ثم ما يتواتر من رسائل معادية من هذا الطرف أو ذاك.
وتابع بالقول: “منطلقات تعامل الجيش الوطني الشعبي من ناحية تحديث التجهيزات العسكرية والتسليح المتطوّر معروفة لكل متابع، وبالتالي إدخال معدات ونظم تدريب عصرية تشارك فيها مختلف الوحدات العملياتية برًّا وبحرًا وجوًّا، ليس بجديد. ومن جانب آخر، تتوفر المؤسّسة العسكرية الجزائرية على قاعدة لوجيستية واستعلاماتية دقيقة وسريعة وناجعة، برزت كفاءتها مؤخّرا عندما تصدّت قوات دفاعنا الجوي لاختراق مفضوح لمجالنا الإقليمي من قبل طائرة مسيّرة مسلّحة معادية على حدود بلادنا الجنوبية”.
وبنفس العزيمة والقوة والإصرار، يبرز الانطباع بأنّ تمرين “صمود 2025” هو إعادة تأكيد لما بلغه الجيش الوطني الشعبي من مستويات عالية في الجاهزية والاحترافية والقتال لمختلف وحدات القوات البرية والجوية والبحرية، عبر محاكاة لظروف قتال حقيقية في بيئة ميدانية معقدة معادية، وما يستدعي ذلك من تجريب تكتيكات حربية حديثة وجد مبتكرة، وكذا التنسيق والتكامل بين مجمل التشكيلات العسكرية المشاركة.
وتجلّت كفاءة عمل الجيش الجزائري المتأهّب للتعامل مع أي مستجد، بحسب فيلالي، بنجاح خلال تنفيذ التمرين التكتيكي “الحصن المنيع 2025” بالقطاع العملياتي جنوبي تندوف، يوم الخميس 22 ماي الفارط، إذ تم استعمال الذخيرة الحية وأسلحة متطورة فيه بمشاركة مختلف وحدات القوات العسكرية.
واسترسل الباحث قائلا: “تمرين “صمود 2025” الذي تابعناه عبر مختلف صور التغطية الإعلامية بإشراف الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، يُثبِّت الدليل القوي على العمل الحثيث لمختلف قوات جيشنا المتجهّزة بما يلزم ومستعدة كل الاستعداد، وبأنها العين الساهرة واليقظة التي تراقب عن كثب أي تهديد محتمل لسلامة ترابنا الوطني ومن ثمّ الرّد بحزم وكفاءة. هذا المُعطى، تؤكّده مختلف الدراسات التي تُبرز ما يُحقّقه الجيش الوطني الشعبي من تقدّم محرز على مستوى التصنيف العالمي والإقليمي ضمن قائمة أقوى الجيوش في العالم، ولا يخص الأمر الحصول على أحدث وأفضل الأسلحة فقط، وإنّما أيضًا الجانب المعنوي المتوفّر دائمًا من خلال ثقة الشّعب الجزائري في كفاءة وجاهزية جيشه وتلاحمهما الوثيق معًا، حيث عبّر عن ذلك قانون التعبئة العامة المصادق عليه في الأيام الماضية ورحّب به كل أفراد الأمة، ما يجعل مفهوم الأمن القومي قضية حيوية وحاضرة في كل الأوقات، ويستدعي بالتالي الحفاظ على صلابة الجبهة الداخلية، وتنظيمًا واستنفارًا متواصلاً لمختلف قدرات الوطن البشرية والمادية”.
رسائل تمرين “صمود 2025” وقبله “الحصن المنيع 2025”، وكذلك ما سبق من مختلف التدريبات التي يُجريها الجيش الوطني الشعبي بشكل دوري، هي في المقام الأول برهان حرص وجاهزية، وأنّ مسألة الدفاع عن سلامة وأمن الجزائر هي اختبار يومي بالنسبة للمؤسّسة العسكرية، ولا تهاون إطلاقا أمام أي طارئ قد يشكّل تهديدًا للوطن المفدى، يختم الباحث في علم الاجتماع السياسي، البروفيسور عبد السلام فيلالي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025
العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025
العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025
العدد 19782

العدد 19782

الإثنين 26 ماي 2025