يحظى سمك “التيلابيا الحمراء” المستزرعة في الأحواض المائية بإقبال متزايد من طرف المستهلكين، نظرا لقيمته الغذائية العالية وتعدّد طرق تحضيره وسعره المناسب، ما جعله يقتحم الموائد الجزائرية بشكل ملحوظ.
تم الكشف من طرف المسؤولين أنّ ما لا يقل عن 50 قنطارا من “التيلابيا الحمراء” المستزرعة، تم بيعها عبر نقاط البيع التابعة للديوان خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الفضيل، كما أنّ هذا المنتوج أو كل ما يتعلّق بمادة الأسماك المستزرعة يتدفّق من مزارع تربية المائيات الكائنة في كل من عين الدفلى وعين وسارة. وعلما أنّ ازدياد الطلب باستمرار، أرجع إلى طرح أسعار تنافسية مقارنة بأسماك أخرى، وهذا ما يجعلهما في متناول شريحة واسعة من المستهلكين.
يمكن القول أنه منذ حلول الأيام الأولى من شهر رمضان، ارتفع الطلب على الأسماك الطازجة، حيث تشهد نقاط البيع المباشر لمنتجات الصيد البحري وتربية المائيات في الجزائر العاصمة إقبالا كبيرا على منتوج “التيلابيا الحمراء”، من طرف صائمين يبحثون عن تنويع أطباق الإفطار وإضفاء نكهة مميّزة على موائدهم.
فعلى مستوى نقطة البيع المباشر للمنتجات المائية بساحة الشهداء، يعرض سمك “التيلابيا الحمراء” بسعر 600 دج، بينما يبلغ سعر “القجوج” (دوراد) 1250 دج، وسط ارتفاع متزايد في الطلب، وفقا لما أكّده مسؤول نقطة البيع، ناصر شلايف. وأوضح المتحدث شلايف، أنّ “متوسط المبيعات اليومية من “التيلابيا الحمراء” منذ بداية شهر رمضان بلغ 14 كلغ، إلاّ أنّ الطلب بلغ أحيانا أخرى الذروة حيث وصلت إلى ما يناهز 43 كلغ”.
طلب متزايد وأسعار تنافسية
وتحدث التاجر شلايف، الذي يجدّد عقده للعام الثالث على التوالي مع الغرفة الجزائرية للصيد البحري وتربية المائيات لبيع منتجات الصيد البحري وتربية المائيات بشكل مباشر، عن الإقبال الكبير للمستهلكين على “التيلابيا الحمراء” و«القجوج”، وذكر أنّ الطلب في ازدياد باستمرار نظرا لأسعارهما التنافسية مقارنة بأسماك أخرى، ممّا يجعلهما في متناول شريحة واسعة من المستهلكين.
وأضاف التاجر قائلا: “بسبب الطلب المتزايد، قمنا الأسبوع الماضي برفع حجم الطلب الموجّه إلى الغرفة الجزائرية للصيد البحري وتربية المائيات”. وقد تم تزويد نقاط البيع بـ “التيلابيا الحمراء” و«القجوج” من مزارع تربية المائيات بعين وسارة (ولاية الجلفة) وولاية خنشلة، حسب تأكيد نفس المتحدث.
من جهتها، أكّدت السيدة موني التي كانت تعكف على شراء كيلوغرامين من “التيلابيا الحمراء”، أنها مستهلكة دائمة لهذا النوع من السمك بسبب سهولة طهيه. وصرحت قائلة: “إضافة إلى ذلك، فهو غني بالبروتينات، وهو أمر مهم بعد يوم طويل من الصيام”.
أما السيدة أميرة، فقد أشارت إلى تنوع الوصفات التي يمكن إعدادها باستخدام “التيلابيا”، لافتة إلى أنه “يمكن طهيه بطرق متعدّدة، ممّا يساعد في تنويع الأطباق”. ومن جهة أخرى يتأسّف محمد لكون الطلب على “التيلابيا الحمراء”يفوق العرض في نقطة البيع المباشر بساحة الشهداء، قائلا: “لم يتجاوز الوقت العاشرة صباحا وكل الكمية قد نفذت، هذه هي المرة الثانية التي أعود فيها دون شراء أي شيء”.
50 قنطارا من “التيلابيا” بيعت في أسبوع
من جانبه، يرى الديوان الوطني لتغذية الأنعام “أوناب”، أنّ تجربة بيع منتجات الصيد البحري وتربية المائيات ضمن توسيع نشاطاته “مثيرة للاهتمام”. وأوضح المدير العام للديوان، حسان بن زازة، في هذا الصدد أنّ “ما لا يقل عن 50 قنطارا من “التيلابيا الحمراء” المستزرعة تم بيعها عبر نقاط البيع التابعة للديوان خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان”. وأضاف موضحا بالقول: “التيلابيا الحمراء مطلوبة بكثرة، كما نعمل على إدخال القاجوج وذئب البحر تدريجيا إلى نقاط البيع الخاصة بنا”.
ومن أجل إنجاح هذه العملية، قام “أوناب” بتهيئة نقاط البيع الخاصة بالمنتجات المائية، واستثمر في اقتناء معدات التبريد الخاصة بالأسماك، إضافة إلى وضع منظومة لوجستية متكاملة لضمان التزويد المنتظم لنقاط البيع. والجدير بالاشارة فإنه تتم في الوقت الحالي عملية تموين “أوناب” بالأسماك المستزرعة من مزارع تربية المائيات بعين الدفلى وعين وسارة، يضيف السيد بن زازة.
«التيلابيا”.. سمك يروّج له الطهاة العصريون
وانسجاما مع الاتجاهات الغذائية الحديثة، أصبح سمك “التيلابيا الحمراء” المستزرع أحد الخيارات المفضلة لدى الطهاة، الذين يجمعون بين مهاراتهم في الطهي وحضورهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقوم هؤلاء الطهاة بمشاركة وصفاتهم وإبداع طرق مختلفة لطهي “التيلابيا”، بين الأطباق التقليدية والمأكولات العصرية، ما يلقى تفاعلا واسعا من المتابعين الذين لا يتردّدون في الإعجاب بالمحتوى ونشره، ممّا يساهم في زيادة شعبية هذا النوع من السمك. وفي هذا السياق، ومن جهتها السيدة ليلى، وهي مستهلكة دائمة للأسماك، لم تخف أنّ “التيلابيا تتميّز بقيمتها الغذائية العالية، إذ تحتوي على حوالي 20 غراما من البروتين لكل 100 غرام، ممّا يساعد في بناء العضلات والحفاظ عليها، فضلا عن سهولة طهيها”. وتابعت مؤكّدة بأنّ “التيلابيا غنية بالعناصر الغذائية الأساسية لصحة العظام والقلب، حيث تحتوي على فيتامينات “ب12” و«د”، بالإضافة إلى الفوسفور”.
والجدير بالإشارة فإنه على ضوء بيانات وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، فإنه تم فتح أكثر من 200 نقطة بيع مباشرة لمنتجات الصيد البحري وتربية المائيات عبر مختلف ربوع الوطن، بمناسبة شهر رمضان. وعلما فإنّ هذه النقاط تشمل أكثر من 150 نقطة بيع مباشر من المنتج إلى المستهلك، عن طريق التنسيق والتعاون مع الغرفة الجزائرية للصيد البحري وتربية المائيات، بالإضافة إلى أكثر من 50 نقطة بيع تابعة للديوان الوطني لتغذية الأنعام “أوناب”. وفي ظل نجاح هذه التجربة، يمكن أن يتم توسيعها وتعميمها أكثر بهدف توفير كميات أكبر للمستهلكين خاصة خلال شهر رمضان للسنة المقبلة.