قرّرت السّلطات المحلية لولاية مستغانم إعادة الاعتبار لقلب المدينة النابض، وعصرنة شاملة عبر إنجاز عمليات تهيئة وتأهيل واسعة تمس ساحات ودار البلدية، البنايات والأحياء القديمة، المساحات الخضراء وكذا الساحات العمومية قصد القضاء على النقاط السوداء، وتوفير بيئة حضرية حديثة وخضراء.
انطلقت الدراسة الأولية لمشروع التهيئة العمرانية لمنطقة عين الصفراء بوسط مدينة مستغانم لتقاطع شارع عياشي بوعالي حتى جسر 17 أكتوبر 1961، على طول واد عين الصفراء في انتظار التحضير الكشف الكمي والتقديري للعملية حتى يتسنى التكفل بالمشروع ضمن مختلف البرامج المستقبلية من أجل استعادة الوجه الحضري للمدينة، حسب مصالح الولاية.
وسيمكّن هذا المشروع من تأهيل وسط المدينة “عين الصفراء”، والتي تشكّل الشريان الرئيسي والمركز العصبي لمدينة مستغانم، حيث تجمع بين التاريخ والثقافة والأنشطة الاقتصادية، ولطالما كان هذا المشروع مطلبا أساسيا للمواطنين قصد إعادة الروح لهذه المنطقة التي تعتبر حاليا نقطة سوداء، بما فيها السوق اليومي الذي يشهد حالة من الفوضى خاصة مع انتشار الباعة غير الشرعيّين مما يعيق حركة وتسوق المواطنين.
كما يفتقر وسط المدينة إلى مختلف المرافق والساحات الخضراء، وفي هذا الصدد تتضمن الدراسة الأولية تأهيل ساحات اللعب فضاءات التسلية مواقف الحافلات وسيارات الأجرة، والسوق التجارية التي تعتبر ملتقى يوميا لمئات المواطنين وزوار المدينة، والتي باتت تواجه تحديات متزايدة مثل ازدحام الطرقات، فضلا عن نقص المرافق العمومية والتي لم تعد تلبي احتياجات السكان بشكل كامل.
ومن المرتقب إدخال لمسة جمالية تزيد الموقع تميزا والارتقاء بالشكل العمراني في قلب المدينة، مع إضافة المساحات الخضراء حسب ما كشفه التصميم الخارجي للدراسة، مع العمل على إيجاد حلول مبتكرة لفك الاختناق المروري، والتخلص من الفوضى في وسط المدينة قصد تحسين الحياة المعيشية للمواطن من خلال توفير بيئة حضرية حديثة وخضراء.
ويعد المشروع إضافة نوعية لإعادة بريق قلب المدينة، يضاف إلى عديد المشاريع التي استفادت منها مؤخرا تتعلق بتهيئة الطرقات وإعادة الاعتبار للساحات والحدائق العمومية على غرار حديقة الأمير عبد القادر، فضلا عن إعادة الاعتبار للمباني القديمة على غرار مسجد بدر والساحة الخارجية والمباني التي تحيط بالمسجد.