في خطوة تعكس الحاجة الملحّة لحماية البيئة، دعت جمعيات بيئية، ناشطة في مدينة وهران، عاصمة الغرب الجزائري، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لحماية الغطاء الغابي من هجوم خنفساء لحاء الصنوبر.
جاءت الدعوة خلال جولة ميدانية أجرتها جريدة “الشعب” إلى أعالي جبل المرجاجو ومنطقة حي كوشة الجير حي بوعمامة ببلدية وهران، حيث لوحظ انتشار مقلق لخنفساء لحاء الصنوبر (Scolytus).
هذا الانتشار أدّى إلى تدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي، ممّا تسبب في خسائر بيئية جسيمة تهدّد التنوّع البيولوجي في المنطقة، وسط مخاوف من امتداد التأثير إلى الغابة المحمية (المسيلة) التي تشتهر بأشجار الصنوبر الضخمة.
وأكّد عدد من أعضاء المجتمع المدني في تصريحاتهم لـ«الشعب”، أنّ الحفاظ على الغابات يعدّ ضرورة بيئية واستثمارا لمستقبل الأجيال القادمة، مشدّدين على أهمية الإسراع في اتخاذ خطوات عاجلة وفعّالة لضمان استدامة هذه الموارد الحيوية، وخاصّة الشقّ المتعلق بتحديد المناطق الأكثر تضرّرا، بالإضافة إلى إزالة الأشجار المصابة على الفور للحدّ من انتشار الحشرة.
وتعتبر خنفساء لحاء الصنوبر من الآفات الضارّة التي تؤثر بشكل كبير على صحّة الأشجار؛ حيث تتسبب في تلف لحاء الصنوبر، ممّا يؤدّي إلى ضعفها وموتها في النهاية، ممّا قد يؤدّي إلى فقدان نسبة كبيرة من الأشجار في الغابات.
وتشير الدراسات إلى أنّ تقلّبات درجات الحرارة وتغيّرات هطول الأمطار، تعزّز من تكاثر هذه الخنافس ويجعل الغابات أكثر عرضة للاختلالات البيئية، بالإضافة إلى ذلك، يسهم نقص الرعاية والإهمال في تفاقم الوضع.
في هذا السياق، تواصلت “الشعب” مع خلية الاتصال الخاصّة بمحافظات الغابات المحلية، حيث أكّد سعد الياس محمد خالد، مفتش الغابات المكلّف بالإعلام، عقد عدّة اجتماعات بين السلطات المحلية والبيئيين لوضع استراتيجية شاملة ومتكاملة، مبنية على دراسات دقيقة، دون تقديم تفاصيل حول برنامج التدخل الفعلي.
ويظل الأمل معقودا على التعاون بين الجهات المعنية والمجتمع المدني لحماية الغابات وضمان استدامتها للأجيال المقبلة.