انطلقت بولاية بومرداس حملة تشجير واسعة تمتدّ إلى غاية 21 مارس القادم، وتمسّ مختلف بلديات الولاية بمشاركة عديد الفاعلين والقطاعات المتدخّلة، تحت إشراف ومتابعة لمحافظة الغابات بهدف استرجاع المساحات الغابية المتلفة بسبب ظاهرة الحرائق والعمل على توسيع الغطاء الأخضر دون إهمال الجانب الجمالي للمدن والأحياء السكنية الجديدة المزوّدة بفضاءات خاصّة لغرس أشجار الزّينة.
أشرفت والي ولاية بومرداس على انطلاق حملة التشجير لهذه السنة من غابة مندورة الساحلية، بمشاركة مختلف القطاعات وممثلي فعّاليات المجتمع المدني إلى جانب السلطات المحلية ومحافظة الغابات، حيث مكّنت العملية من غرس حوالي 5 ألاف شجيرة على مساحة تقدّر بـ5 هكتارات مبرمجة لإعادة غرسها واسترجاع الغطاء الأخضر الذي تعرّض للتلف والتقلّص التدريجي نتيجة عدّة عوامل طبيعية وأخرى لها علاقة بيد الإنسان كالحرائق والقطع العشوائي بغرض الاستغلال الفلاحي وغيره من التجاوزات.
وقد جاءت هذه العملية الكبرى المنتظر أن تمسّ أغلب البلديات الجبلية بالولاية بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشجرة المصادف لـ25 أكتوبر من كلّ سنة، الذي جاء تحت شعار “معا للحفاظ على الأراضي الغابية” وهذا تحت متابعة وإشراف المديرية العامة للغابات بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية التي أعدّت عدّة برامج موازية لتشجيع حملات التشجير عبر 58 ولاية لغرس أزيد من 29 ألف هكتار من الأراضي الغابية والأحراش التي تعرّضت للحرائق.
كما شمل الشقّ الثاني من الحملة تنظيم أيّام إعلامية وتحسيسية لرفع درجة الوعي لدى المواطن وغرس الثقافة البيئية وحماية المحيط السكني والتذكير بأهمية الشجرة ودورها الطبيعي والاقتصادي وبعدها الجمالي في الأحياء والمدن، وبالتالي ضرورة الحفاظ عليها وعلى هذا المورد الهام من خلال تكثيف عمليات التشجير واسترجاع المساحات الجرداء، وهي المجهودات التي تقوم بها السلطات الولائية بالتنسيق مع محافظة الغابات ومديرية المصالح الفلاحية من أجل إنجاح الحملة والحرص على إشراك كافة الفاعلين في الميدان بما فيهم تلاميذ المدارس، الكشافة الإسلامية والجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة.
يجدر الذكر أنّ ولاية بومرداس وبالنظر إلى طابعها الغابي والجبلي كانت عرضة لعدّة حرائق كبيرة مسّت المساحات الغابية والأحراش وطالت حتى بعض المزارع المخصّصة لأشجار الزيتون التي تنتشر في المناطق الجبلية، وعليه تشكّل هذه الحملة فرصة لغرس مساحات واسعة كانت بدايتها من غابة مندورة الساحلية المتاخمة لغابة الساحل بزموري، لتتوسّع لاحقا إلى عدّة مناطق، مع مواصلة برنامج مساعدة ومرافقة الفلاحين الذين تعرّضوا لخسائر مادية بسبب الحرائق وتقديم إعانات وتعويض مادي عن الأضرار بما فيها رؤوس الماشية، خلايا النحل، أشجار الزيتون والأشجار المثمرة وغيرها من الأنشطة الفلاحية الجبلية.