يتجلّى تعزيز الدور الاقتصادي للجامعة وتثبيت انفتاحها على المحيط الاقتصادي، هذا الخط الذي انتهجته الدولة الجزائرية في سياساتها من خلال العديد من البرامج التي أطلقتها لدعم اندماج الجامعة في توجيه التكوين الجامعي لتلبية احتياجات سوق الشغل بالتماشي، ومتطلبات الاقتصاد الوطني الذي يتجه اليوم أكثر نحو التأسيس الصحيح للإنتاجية المحلية.
شهدت الجامعة الجزائرية في السنوات الأخيرة تحوّلا كبيرا من كونها مجرد مؤسسة تعليمية إلى مركز إشعاع فكري واقتصادي، حيث يبرز ذلك من خلال زرع ثقافة ريادة الأعمال بين الطلبة، وتحويلهم من متلقين للمعرفة إلى منتجين لها، قادرين على ابتكار حلول للمشكلات التي تواجه المجتمع، وتقديم مشاريع واقعية تساهم في تطوير الاقتصاد الوطني كما أكّد في حديثه لـ «الشعب» البروفيسور محسن بن الحبيب، مدير الحاضنة الجامعية بورقلة.
وتجسّد ذلك - كما أشار المتحدّث - من خلال تفعيل القرار 1275 شهادة مؤسسة ناشئة براءة اختراع، الذي يهدف إلى ربط المسار الأكاديمي للطالب بمسار ريادة الأعمال، ويمكن الطالب من الحصول على شهادة جامعية مع شهادة مؤسسة ناشئة أو براءة اختراع.
نقـل المعرفــة وخلق مشاريــع
ذكر البروفيسور بن الحبيب، أنّه وتحقيقا لأهداف التنمية تلعب الحاضنة الجامعية بورقلة دورا محوريا في تحويل أفكار الطلبة المنخرطين في القرار 1275 إلى مشاريع واقعية مبتكرة، فهي بمثابة بيئة محفّزة للإبداع والابتكار، من خلال المرافقة للطلبة أصحاب المشاريع عن طريق نقل المعرفة، وتقديم دورات تكوينية متخصصة في ريادة الأعمال، التسويق، التمويل، آليات حماية الملكية الفكرية..، فضلا عن خلق فرص لربط الطلبة أصحاب المشاريع برواد الأعمال أو المستثمرين والشركات والمؤسسات الأخرى لتبادل الخبرات والمعرفة.
وفي هذا الإطار، وفي ظل انفتاح جامعة قاصدي مرباح ورقلة على المحيط الاقتصادي والاجتماعي، نظّمت الحاضنة الجامعية ورقلة العديد من المسابقات لاختيار أحسن المشاريع الريادية بالتنسيق مع بعض الشركات الاقتصادية.
وكشف في السياق، أن الحاضنة الجامعية بورقلة سجلت ما يربو عن 700 مشروع خلال الموسم المنصرم 2023-2024، وتتطلع إلى أن يتزايد عدد المسجلين المنخرطين في القرار 1275 هذا الموسم، في ظل رغبة الطلبة لتوظيف أفكارهم الريادية إلى مشاريع ذات قيمة، وبهدف رفع عدد الحاصلين على علامة مشروع مبتكر «وسم لابل» وبراءات الاختراع.
وسطّرت الحاضنة الجامعية ورقلة برنامجا ثريا من خلال أيام تحسيسية لتعريف الطلبة بهذا القرار، بالإضافة إلى التعريف بالواجهات الجامعية بورقة على غرار مركز تطوير المقاولاتية، مركز الدعم التكنولوجي والابتكار، دار الذكاء الاصطناعي، مكتب الربط بين المؤسسة والجامعة، كما تمّ ضبط برنامج الدورات التكوينية والمرافقة للطلبة المنخرطين في القرار.