طالبت عائلات مفجّري الثورة بولاية خنشلة، السلطات المحلية بضرورة العمل على إعادة بعث ورشات مشروع المعلم التاريخي “رصاصة نوفمبر” بعد توقّفه لشهور، وإتمام الشطر الأول من هذا المشروع المتواجد بمنطقة عين السيلان التاريخية بأعالي مدينة خنشلة، وبالضبط بالمكان الخالد المسمى “شعبة الغولة”، مكان اجتماع مفجّري الثورة ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 إيذانا بانطلاق الثورة.
ونظرا لما يكتسيه هذا المكان من أهمية تاريخية كشاهد على أهم مرحلة في تفجير الثورة، ومكان اجتماع مفجّيريها، يأمل سكان المنطقة في جعله فضاء للسياحة التاريخية بتدعيمه مستقبلا بمرافق خدماتية، خاصّة مع استلام مشروع طريق تحاشي مدينة خنشلة الذي يعبر من أمام المعلم، إضافة إلى توسّطه لغابات الصنوبر ومناطق طبيعية ساحرة ومميّزة.
ويحمل هذا الموقع أبعاد تاريخية وسياحية، فالعناية به وبمحيطه تستقطب – دون شكّ - المهتمين بالتاريخ والسياح من داخل وخارج الولاية، للوقوف على مكان اجتماع مفجّري ثورة نوفمبر المجيدة، للتعريف بمآثرهم وتخليد أسمائهم بما يعزّز الحفاظ على ذاكرة الأمّة.
وقد ألحّت عائلات المجاهدين في تصريحات لـ«الشعب” على ضرورة إطلاق الشطر الثاني من المشروع المتمثل في إقامة تمثال القائد الرمز “عباس لغرور” وإتمام المرافق الملحقة للموقع والجداريات لفتحه أمام الزوار في أقرب وقت ممكن، تزامنا مع إحياء احتفالات الذكرى الـ70 المخلّدة للثورة التحريرية.
يتمثل الشطر الأول المستلم من المشروع في منارة بارتفاع 32 مترا على شكل رصاصة بشعبة الغولة، كرمزية لانطلاق الثورة من هذا المكان في تلك الليلة، مغطاة بالنحاس بهضبة تسمح بمشاهدتها عن بعد ومن عدّة أماكن، باعتبارها معلما رمزيا تاريخيا يحاكي مرحلة حاسمة من تاريخ الثورة المجيدة.