جهود حثيثة وإجراءات متسارعة لإعادة الروح لخطّ السكة الحديدية الذي يربط الشمال بالجنوب الغربي بعد الأضرار التي لحقت به جرّاء الفيضانات الأخيرة التي شهدتها ولاية النعامة، مطلع شهر سبتمبر الماضي.
خلّفت فيضانات سبتمبر المنصرم أضرارا كبيرة وخسائر معتبرة ببعض المنشآت العمومية على غرار خط السكة الحديدية الذي لحقت به خسائر كبيرة على مستوى الجسور وبعض مقاطع السكة، خاصة الخط الرابط بين بلديتي النعامة ومغرار، ممّا تطلب إعادة الصيانة وترميم كلّ المقاطع المتضرّرة بالولاية، حيث أوكلت المهمة لثلاث شركات وطنية كبرى لها خبرة في الميدان خاصة بناء وترميم الجسور، عقب زيارة المدير العام للنقل بالسكة الحديدية للولاية عقب الفيضانات.
عملية الصيانة والترميم عرفتها معظم النقاط المتضرّرة، خاصة بين بلديتي النعامة وعين الصفراء والتي انتهت بها الأشغال تماما، وسيعود هذا الخط للخدمة إلى غاية بلدية عين الصفراء، بينما النقطة المتضرّرة الكبرى هي جسر لخناق ببلدية تيوت، الذي تضرّر كثيرا خاصّة الأعمدة ممّا دفع بالجهات المختصّة إلى إعادة ترميمه وصيانته.
وأوكلت مهمة ترميم الجسر إلى شركة كبرى أعطيت لها مهلة شهر كامل لانتهاء الأشغال، وبعد معاينة مخبر جيوتقني للتربة، انطلقت الأشغال بوتيرة متسارعة نظرا لأهمية هذا الجسر الذي أدّى إلى قطع التموين لكلّ المناطق الجنوبية الغربية للوطن.
وسخّرت إمكانات مادية وبشرية هامة لعملية الصيانة والترميم، وحسب مدير شركة الإنجاز عبد القادر بوترفاس، فإنّ مدّة إتمام المشروع لا تتجاوز 15 يوما، وهذا باستعمال آليات ضخمة تستغل لأول مرة بالجزائر، وقال: “سنقوم بنزع الجسر لإعادة غرس وبناء أعمدة جديدة بعمق 18 متر تحت الأرض، وإعادة وضع الجسر من جديد، دون هدمه مثلما كان سابقا، وبالتالي فالعملية لا تكلّف وقتا طويلا”.
جهود متواصلة من طرف الدولة لتهيئة خط السكة الحديدية خط وهران بشار في نقاطه المتضرّرة بولاية النعامة، باعتباره شريان الاقتصاد بالجنوب الغربي، كما أنّه يساهم في تحسين خدمات النقل وتعزيز التنمية الاقتصادية بالولاية، وحسب والي النعامة الوناس بوزقزة، فإنّ الإجراءات المتخذة مؤقتا لتمويل الجنوب بالبضائع والوقود هو تحويل هذه المواد عبر الشاحنات من عين الصفراء إلى كلّ المناطق الجنوبية.