رفعت السلطات المحلية لولاية معسكر من درجة تأهبها لمواجهة حالات الطوارئ المحتملة الناجمة عن التقلبات الجوية، تفاديا لأخطاء سابقة في تسيير المخاطر الكبرى والوقاية منها، على غرار خطر الفيضانات الذي يهدد مناطق كثيرة بإقليم ولاية معسكر، بفعل تضاريسها الجغرافية، حيث يحيط بالولاية 21 واديا والعديد من الأحواض الهيدروغرافية المائية.
نفّذ قطاع الري بالتنسيق مع مصالح الديوان الوطني للتطهير بمعسكر، عدة تدخلات ميدانية استباقية لمواجهة التقلبات الجوية المرتقبة قبل حلول موسم الخريف، التي تتّسم غالبا بأمطار رعدية مسببة للسيول والفيضانات، منها تدخلات شملت تصحيح النقاط السوداء عبر تراب الولاية ومعالجتها، على غرار نقاط تجمع مياه الأمطار والسيول المحاذية للتجمعات السكنية والمناطق المنخفضة، وعمليات واسعة النطاق لسلت الأودية والمجاري المائية وتنظيف المحيط وشبكة الصرف الصحي ومجاري تصريف مياه الأمطار.
وتحصي مديرية الموارد المائية لمعسكر 41 منطقة معرضة للفيضانات عبر 24 بلدية، زيادة على اتسام مناخ الولاية بعدم انتظام سقوط الأمطار التي غالبا ما تتساقط لمدة لا تتجاوز 76 يوما في السنة بمعدل 511 مم/سنة، وتكون عدوانية حادة على شكل عواصف رعدية شديدة خلال تغيرات الفصول عند دخول فصلي الخريف والصيف، حيث خص القطاع ملف حماية المدن من الفيضانات والحد من تأثيرها والتقليل من خسائرها ببرامج ومخططات تنموية، تشمل اقتراح عملية سلت، تنقية وتقويم المصارف والوديان على مستوى 20 بلدية بمبلغ 300 مليون دج.
كما تمّ اقتراح دراسة وإنجاز أشغال تهيئة الوديان بمنطقة سيق، خروف، وسيدي بوعجمي لحماية المدن من الفيضانات بمبلغ مالي يقدر بـ 400 مليون دج، واقتراح مشروع دراسة وإنجاز مشاريع لحماية المدن ضد الفيضانات عبر 15 بلدية بمبلغ مالي يقدر بـ 600 مليون دج.
ويواجه قطاع الري والموارد المائية بمعسكر تحديات كبيرة، تعبّر عنها الأغلفة المالية المعتبرة المخصصة لحماية المدن من الفيضانات، غير أن تسيير المخاطر الكبرى المحتملة، يوجب أيضا تكاتف جهود فعاليات المجتمع المدني وانخراطه في حملات التحسيس والتوعية، وحملات النظافة التي عادت تتحمل عبئها القطاعات والجهات الرسمية، المنشغلة بمتابعة تنفيذ العمليات التنموية.
وتواجه فعاليات المجتمع المدني بمعسكر مسؤولية التطوع من أجل التحسيس والتوعية بخطورة الرمي العشوائي للأوساخ والنفايات الصلبة، التي تتراكم على حواف الأودية، ومجاري وبالوعات صرف مياه الأمطار التي تعرف في بعض الأحياء السكنية تراكما للأوساخ والقمامة المنزلية، فضلا عن حالات اختفاء البالوعات وسرقتها، الذي يتسبب في انسداد البالوعات بفعل ظاهرة الرمي العشوائي للقاذورات.