مواطنون: “لازم علينا أنشاركوا في الدفاع على بلادنا ومستقبل أوليداتنا”
هذا عرس انتخابي.. لم يكن مجرد عملية تصويت بثاني أكبر مدن الجزائر، وهران، بل كان تعبيرا عن الإرادة الشعبية والتطلع إلى الأفضل، وقلوب جميع الناخبين تخفق بجزائر لها مكانتها السامية في محفل الأمم؛ جزائر تمضي قدما نحو التنمية المستدامة والاستقرار، كأهم القضايا التي تشغل بال الجزائريين.
جابت جريدة “الشعب”، أمس، مختلف مراكز الاقتراع بوهران، منها مركز فلاح عبد القادر-1 (رجال)، التابع لبلدية بوسفر، غرب الولاية، الذي يحصي 4598 ناخب مسجل، حيث لوحظت الأجواء الإيجابية التي سادت العملية الانتخابية، وسط إقبال كبير لمختلف الفئات العمرية.
وأبدى كثيرون ممن تحدثنا إليهم، حماسهم للمشاركة في هذا الاستحقاق الوطني وأظهروا علامات الرضا على وجوههم.. وعلى حد تعبير أحد الكهول، فإن “المشاركة في الانتخابات واجب وطني، يحتم علينا جميعا أن نكون جزءا من هذه العملية”، بينما أضاف آخر: “هذي مسؤوليتنا، ولازم علينا انشاركوا في الدفاع على بلادنا ومستقبل اوليداتنا”.
وعززت الحملات التحسيسية التي سبقت الانتخابات من وعي الناخبين بأهمية المشاركة، مما ساهم في زيادة أعداد المصوتين ببلدية حاسي بن عقبة، شرق وهران، والتي تحصي لوحدها 9647 ناخبا وناخبة مسجلين عبر المراكز الثلاثة المخصصة لهذه العملية، ومنها مركز بن داود الحليب (رجال)، الذي شهد إقبالا كبيرا من شباب تجمعوا لتبادل الأفكار والآراء حول الانتخابات وتسليط الضوء على القضايا التي تهمهم، مثل البطالة، التعليم والفرص الاقتصادية.
وأعرب العديد من الناخبين عن آرائهم حول أهمية الانتخابات، باعتبارها فرصة للتعبير عن إرادتهم وتطلعاتهم، من أمثال رضا (33 عاما)، الذي عبر عن أمانيه في أن “تسهم هذه الانتخابات في تحقيق الاستقرار والازدهار، وأن تكون بداية لمرحلة جديدة من العطاء والتقدم”. فيما يرى اسماعيل (25 عاما)، أن “نجاح هذه الانتخابات، سيعزز من مصداقية العملية الديمقراطية، ويبعث برسالة قوية حول أهمية المشاركة الشبابية في صنع القرار”. كما اعتبر محمد، 36 عاما، أن الأمل معقود على نتائج تعكس تطلعات الشعب، وتساهم في بناء مستقبل أفضل”.
وفي مشهد يعكس التزام المرأة الجزائرية بدورها في الحياة السياسية، شهد المركز الانتخابي عمر بن عبد العزيز، المخصص للنساء ببلدية سيدي الشحمي، والتي تسجل 5797 ناخبا موزعين على 16 مركزا و114 مكتب تصويت، إقبالا كبيرا من النساء، فقد تجمعت منذ الساعات الأولى لفتح مكاتب الاقتراع، وأعربت بعضهن عن أهمية اختيار ممثلين يعكسون تطلعاتهن، وقالت إحدى الناخبات “نحن هنا، لنثبت أن صوت المرأة مهم، ولطالما كانت لها بصمة واضحة في مختلف المحطات الانتخابية”.
الملاحظة الرئيسية على مجريات الاستحقاق الرئاسي بوهران، هو التنظيم المحكم والانضباط؛ حيث تم توفير جميع ما يلزم من تجهيزات وتسهيلات للناخبين، في ظل التواجد المكثف للأسلاك الأمنية والسلطات المحلية ومختلف الجهات المعنية، بالإضافة إلى توفير التعليمات اللازمة للناخبين، مما ساهم في نجاح العملية الانتخابية وضمان سيرها بسلاسة وأمان.
كما أظهرت التقارير الأولية، أن نسب المشاركة، كانت مرتفعة مقارنة بالانتخابات السابقة، وهو ما يدل على الوعي المتزايد لدى المواطنين بأهمية صوتهم في تشكيل المستقبل السياسي للبلاد، فيما تبقى الأنظار مشرئبّة للنتائج التي ستسفر عنها هذه الانتخابات، حيث يأمل الكثيرون أن تكون بداية جديدة تحمل في طياتها تطلعاتهم وآمالهم نحو مستقبل أفضل.