أيام قلائل وينطلق موسم زراعة محصول البطاطس بالوادي، حيث يحرص الفلاحون هذه الأيام على شراء البذور والدوبال والأسمدة والمدخلات الزراعية، والوسائل والمعدّات التقنية الخاصة بالريّ والإنتاج في الأراضي الصحراوية.
يبدأ غرس فسائل البطاطس في بلديات ولاية الوادي الحدودية التي تقع جنوب شرق الجزائر العاصمة على بعد حوالي 650 كلم، وفقا للحالة المناخية بالمنطقة، على أن يشرع المزارعون في عملية حصاد منتوجهم بالأسبوع الأول من شهر نوفمبر المقبل.
ويتموضع إنتاج هذا النوع من المحاصيل الزراعية الهامة الذي تنتج منه ولاية القباب قرابة 45% من قيمة الإنتاج الوطني، ببلديات ورماس والرقيبة والطريفاوي والمقرن وحاسي خليفة واميه ونسه والنخلة ووادي العلندة، في حين تتخصّص بلديات أخرى بنفس الموسم في إنتاج الطماطم الحقلية بكميات معتبرة جدّا قادرة على تغطية حاجيات الأسواق بفترة الشتاء، مع ملاحظة وجود توسّع كبير للزراعة المحمية بالبيوت البلاستيكية بالمنطقة وتخصّصها في إنتاج الخيار والكوسة والباذنجان والفلافل والفواكه الصيفية المبكّرة مثل الفراولة والشمام والبطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر.
وتستأثر بلدية ورماس الكائنة غرب عاصمة الولاية، على النصيب الأعلى من الحجم الكلّي الولائي للإنتاج، نتيجة تمتّعها بعوامل بيئية رملية مناسبة ومائية هائلة، ساهمت في زيادة مساحات هذه الشعبة واسعة الإستهلاك خلال العقدين الماضيين، مع إمكانية هذه الجماعة المحلية إنتاج الضعف من المحصول الحالي إذا ما توفرت للفلاحين والمنتجين ضمانات وشروط التسويق الوطني الناجح والتصدير الكثيف إلى الخارج، بحسب فلاحين.
وتُشير تصريحات الفلاحين المحليين إلى وجود إقبال كبير من المزارعين على إنتاج هذه الشعبة من موسم لآخر عبر كافة بلديات الولاية، مع اقتحام كثير من المستثمرين لهذا المجال على نطاق واسع نظير سهولة المسار التقني للمحصول وارتفاع نسب نجاحه، مع توقّع رصد منتوج وافر من المادة خلال الخريف والشتاء والربيع من العام القادم، بناءً على مؤشرات الإقبال واستقرار الوضعية الجوية والمناخية شمال الصحراء.
للإشارة، تتميّز ولاية الوادي بزراعة محصول البطاطس الرئيسي المتأخر أو غير الموسمي الذي يتزامن إنتاجه وحصاده مع حلول فصل الشتاء بحجم مساحي يتجاوز 30.000 هكتار، إذ يُعوَّل عليه في الفترة الشتوية الباردة لتوفير حاجيات الأسواق الوطنية من هذه المادة الأساسية الإستهلاكية.