إمكانيات هائلة لتعميم خدمة الانترنت بالجزائر

الطريـق السريـع لتنمية المناطق الريفيــة والجنوب الكبـير

علي عويش

يشكّل توفير خدمة الانترنت هاجساً لدى السلطات العليا بالبلاد وأولوية في مخطّط عملها، حيث يشغل حيزاً هاماً في أجندة عمل الحكومات المتعاقبة، باعتباره أداةً ضرورية لتحسين جودة التعليم عن بعد، التجارة الالكترونية، والتطبيب عن بعد ومعياراً لقياس مدى تقدم البلدان.

تُعتبر خدمة الانترنت الموجّهة للمناطق الريفية في الجزائر، أولوية بالنسبة للحكومة التي تعمل على ضمان تغطية كل مناطق الوطن بخدمة الانترنت، تجسيداً لرؤية شاملة تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقطعت الجزائر أشواطاً كبيرة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال مكّنتها من إيصال خدمة الانترنت إلى أبعد المناطق الريفية وأقصى ولايات الجنوب، حيث سعت السلطات العليا إلى تحقيق المزيد من الجودة، النوعية، التدفّق والربط بالأنترنت لسكان المناطق الريفية، مع حرصها على حماية شبكة الانترنت وصيانتها من أي أعطاب أو عبث قد يصيبها، إلى جانب مراعاتها لمسألة الأمن السيبيراني.
ولتمكين سكان المناطق الريفية من خدمة الانترنت، حرصت الجزائر على امتلاك شبكة انترنت ذات جودة وبتدفق عالٍ، حيث تعدُّ هذه المسألة ضرورة مُلحّة من أجل مواكبة الإقلاع الاقتصادي والتحوّل الاجتماعي اللذان بدأت بوادرهما في التشكّل منذ ما يقارب الخمس سنوات.
ولتحقيق هذا التحوّل، أعطت مختلف الهيئات المختصة الأولوية للألياف البصرية التي أدّت إلى تزايد عدد المشتركين وارتفاع تدفّق الانترنت الثابت، في حين أصبح الانترنت عالي التدفق متاحاً في الأرياف بأسعار منخفضة.
إن الأرقام والإحصائيات المعلن عنها في مجال خدمة الانترنت بالجزائر تعدُّ مشجعةً، غير أن السلطات العليا تسعى إلى تحقيق المزيد من المكتسبات وتعميم خدمة الانترنت لتمُسّ كل مناطق الوطن، حتى تلك التي كانت توصف بأنها مناطق ظل.
كما تسعى الجزائر التي انخرطت بقوة في مسار رقمنة القطاعات الحيوية العمومية والخاصة، إلى توفير كل ما يلزم من تقنيات ووسائل لوجيستية لإنجاح الانتقال الاقتصادي الذي يستلزم وجود مواكبة تكنولوجية ورقمية كافية، ويظهر ذلك جلياً من خلال نشر شبكة الألياف البصرية إلى غاية مساكن المواطنين، وإشراك مؤسسات يقودها شباب في عمليات الربط والصيانة.
وتُعدُّ جهود السلطات العليا الرامية إلى توفير خدمة الانترنت في المناطق الريفية إحدى حلقات الانتقال الرقمي المنشود، وحافز لخلق مناخ جاذب للاستثمار في هذه المناطق، والتي تسعى الجهات المختصة الى إقحامها في مسار التنمية وجعلها أحد مقومات الإقلاع الاقتصادي.

جهود معتبرة لبلوغ عتبة 100%

تواصل المديرية العملية لاتصالات الجزائر بتندوف عمليات تحديث شبكة الانترنت بالولاية، والتي انطلقت منذ فترة بهدف تجديد شبكة الألياف البصرية وتعميمها على كافة الأحياء والتجمعات السكنية، ويُتوقّع أن تصل العملية التي انطلقت في وقت سابق في حي البصرة وأجزاء من حي موساني إلى عتبة 80% نهاية العام الجاري، بعد استكمال الأشغال في حيي النصر والقصابي ومناطق أخرى وتثبيت التجهيزات اللازمة التي سيتمّ استلامها شهر سبتمبر الداخل.
وفي المقابل، تتواصل من جهة أخرى أشغال تحديث الشبكة الهاتفية النحاسية القديمة، والتي ستغطي كل تراب الولاية ومناطقها النائية، من قرية حاسي خبي الواقعة على بعد 370 كلم شمال عاصمة الولاية إلى منطقة الشناشن على بعد 600 كلم باتجاه جنوبها الشرقي.
وفي إطار مخطّطات الأنشطة السابقة، استفاد حي الحكمة الذي يضمّ أزيد من 11 ألف وحدة سكنية بصيغة السكن الريفي من تغطية بشبكة الألياف البصرية بعدما كان يستفيد من الانترنت عن طريق الشبكة النحاسية القديمة، وستشهد باقي الأحياء المجاورة من “مشروع كبير” آفاق سنة 2025 سيمكّن باقي الأحياء من الدخول في مجال الاستفادة من خدمة الانترنت عالي التدفّق.
وتحصي المديرية العملية لاتصالات الجزائر بتندوف 28 جهازا MSAN بسعة 12816 منفذ، كما تمّ تثبيت 05 أجهزة للألياف البصرية بسعة 16384 منفذ، ليصل المجموع بذلك إلى 29200 منفذ عبر كامل تراب الولاية، إلى جانب تركيب 19 محطة لخدمة الجيل الرابع، وهو ما يشكّل تغطية 100% بالانترنت عالي التدفق وخدمة الجيل الرابع.
هذه الإمكانيات الهائلة مكّنت من رفع عدد المشتركين بالولاية إلى 15 ألف مشترك في خدمة الانترنت، وما يزيد عن 11400 مستفيد من خدمة الجيل الرابع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024