شهدت عملية التكفل بمرضى السرطان بالجزائر تطورا نوعيا في السنوات الأخيرة سواء من حيث العلاج ومرافقة المرضى بالمستشفيات أو من حيث الهياكل التي عرفت نقلة نوعية أيضا بعد انجاز وتسليم عدد من المراكز ليتجاوز العدد حاليا 20 مركزا متخصّصا عبر الوطن اضافة الى 41 مصلحة و77 وحدة تقدّم حصصا في العلاج الكيميائي متواجدة على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية والعيادات متعددة الخدمات بهدف تخفيف أزمة التنقل بالنسبة للمرضى وعائلاتهم على الرغم من تسجيل نقائض في بعض الولايات التي استفادت من مشاريع جديدة منها بومرداس.
أولت الدولة عناية خاصة لمرضى السرطان بالجزائر خلال السنوات الأخيرة الماضية من أجل التكفل الأحسن بهم عن طريق ضمان مجانية التكفل والرفع من عدد الأسرة بالمستشفيات والمراكز المتخصصة استجابة لعدد الطلبات المتزايد بسبب ارتفاع عدد الاصابات المسجلة كل سنة التي قاربت 50 ألف حالة بحسب الاحصائيات الأخيرة، وهو ما دفع بالسلطات العمومية الى دق ناقوس الخطر واتخاذ تدابير استعجالية لمواجهة هذه الآفة والتقليل منها بتفعيل برنامج الوقاية وعصرنة طرق العلاج وانجاز مراكز متخصصة جديدة مجهزة بأحدث التجهيزات والوسائل كان آخرها تسليم مركزي الجلفة والشلف في انتظار تسليم مراكز جديدة مطلع 2025، مع توسيع عدد المصالح ووحدات تلقي الكيميائي بالمؤسسات الاستشفائية للتخفيف من حدّة الضغط ومرافقة المرضى خصوصا منهم القاطنين بولايات الجنوب والمناطق الداخلية النائية.
وأمام توسع آفة مرض السرطان بكل أنواعه خصوصا بالنسبة لسرطان القولون والرئة بالنسبة للرجل وسرطان الثدي وعنق الرحم بالنسبة للمرأة والارتفاع المخيف في عدد الاصابات مقابل تضاعف تكاليف التكفل الصحّي بالمرضى وعجز الكثير من العائلات على توفير هذه المتطلبات لأبنائها، اتخذت الحكومة عدة تدابير استعجالية بأمر من رئيس الجمهورية شملت شقّين الأول يتعلق بضرورة التكفل التام بالمريض حتى بالنسبة للأشخاص غير المؤمنين لدى مصالح الضمان الاجتماعي، مع إعطاء تعليمات صارمة بواجب التكفل فورا بالمريض لحظة وصولهم الى المستشفيات وتوفير كل الوسائل والتجهيزات للتكفل التام بهم وتخفيف معاناة الانتظار وحجج غياب الأسرة بالمراكز المتخصّصة”.
وحمل الشق الثاني من هذه التدابير الحكومية انشاء اللجنة الوطنية للوقاية من مرضى السرطان ومكافحته وتضم ستة أعضاء منهم أطباء متخصصين وخبراء مهمتهم متابعة تطور مرض السرطان وسبل التكفل الأمثل بالمرضى عن طريق رفع تقارير دورية كل ثلاثة أشهر الى رئيس الجمهورية بهدف اتخاذ الاجراءات اللازمة، مع تخصيص مبلغ 70 مليار دينار لإنجاح هذه الخطة الشاملة وتجسيد برنامج المتابعة في الميدان الذي يشمل عدة محاور منها تكثيف حملات التحسيس والوقاية، الكشف المبكر عن المرض، تطوير أساليب العلاج والتكفل بالمرضى والرفع من مستوى البحث العلمي المتخصّص والعمل على مرافقة المريض ورفع كل العراقيل التي يواجهها يوميا طيلة مسار العلاج”. مصلحة جديدة للأورام السرطانية بمستشفى 240 سرير ببومرداس
وينتظر دخول مصلحة الأورام السرطانية بولاية بومرداس حيز الخدمة بمستشفى 240 سرير بعاصمة الولاية الذي سيسلم قريبا ويشمل 12 مصلحة طبية و8 مخابر مجهزة بأحدث التجهيزات منها أجهزة سكانير وجهاز الرنين المغناطيسي، وهو مكسب هام بإمكانه الاستجابة لحاجيات المرضى بالولاية والولايات المجاورة.