يشهد مشروع الخط المنجمي الغربي تسارعاً في وتيرة الانجاز فاقت التوقّعات، محقّقاً بذلك نِسب إنجاز متقدمة خاصةً في شطريه الرابطين بين أم العسل وتندوف، وغار الجبيلات وتندوف.
وتحرص السلطات المحلية لولاية تندوف على متابعة المشروع بشكل مستمر تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي يولي للمشروع أهمية بالغة في إطار تجسيده للالتزامات التي قطعها لسكان الولاية خلال زيارته التاريخية لها شهر نوفمبر من العام الماضي.
حُظي مشروع الخط المنجمي الغربي بالعديد من الزيارات الميدانية التي تأتي في إطار التكفّل بانشغالات مؤسسات الانجاز وتذليل العقبات الادارية والتقنية التي قد تُصادفهم في مسار المشروع.
ورغم درجات الحرارة المرتفعة والظروف المناخية الصعبة، يواصل خط السكة الحديدية شقّ طريقه بثبات باتجاه منجم غار الجبيلات مروراً بالعديد من المناطق والقرى في ولايات تندوف، بني عباس وبشار على مسافة 950 كلم.
وكشف والي تندوف دحو مصطفى عن وجود خطة عمل تهدف إلى استغلال أجزاء من خط السكة الحديدية بشكل جزئي، من خلال تحديد شركة الانجاز لمجموعة من الأولويات تندرج في إطار عمل استباقي في المشروع.
وقال والي تندوف خلال وقوفه على العديد من محطات المشروع، إن الأولوية القصوى قد أُعطيت للشق الرابط بين تندوف وغار الجبيلات على مسافة 135 كلم، والذي يشهد وتيرة أشغال متقدّمة، مؤكداً على تسليمه في آجاله المحدّدة تمهيداً لاستغلاله لنقل العمال والوسائل من تندوف إلى غار الجبيلات.
وأضاف الوالي قائلاً، بأن الشطر الثاني من المشروع والذي يدخل هو الآخر ضمن أولويات الشركة، هو الجزء الرابط بين مدينة تندوف وبلدية أم العسل على مسافة 175 كلم، منوّهاً إلى أن هذا الشطر سيتمّ استغلاله هو الآخر جزئياً حال الانتهاء من إنجازه في الآجال المحدّدة لتنقل العمال والمواطنين بين تندوف وأم العسل وغار الجبيلات، في انتظار الانتهاء من الشطر الآخر الرابط بيني أم العسل وحماقير، وبالتالي، يكون الخط قد انتهى بالكامل وسيكون جاهزاً للاستغلال بكامل طاقته.
وتابع دحو قائلاً، إن مشروع الخط المنجمي الغربي يسير بوتيرة وصفها بـ«الجد جيدة”، وأن جميع الوسائل تمّ تسخيرها مؤخراً لصالح المشروع سواء البشرية منها أو المادية مع تدعيمها بتعزيزات لوجيستية “منقطعة النظير”، مؤكداً على أن هذا الجهد الإضافي يدخل في إطار الحرص على تدارك كل العقبات التي قد تُطرح في الميدان أمام شركات الانجاز، والحرص على استكمال المشروع في آجاله المحدّدة حسب ما أقرّه رئيس الجمهورية، معرباً في ذات الوقت عن رضاه على سيرورة المشروع، مؤكداً بأن الأشغال تسير حسب الجدول الزمني المحدّد لها.
لم يُخف والي تندوف تسجيل بعض الاختلالات البسيطة فيما تعلّق بتغطية الهاتف النقال، والناجمة عن وجود نقاط ظلّ في مناطق متفرقة على طول خط السكة الحديدية.
هذه الاختلالات كانت من بين الانشغالات التي رُفعت لوالي الولاية من طرف شركات الانجاز، والتي تمّ التكفّل بها من خلال اعتماد خطة عمل تمّ الشروع في تنفيذها في الميدان، تتكلّف شركة أنسريف بموجبها بجزء من المشروع، فيما تتكفّل شركة متعامل الهاتف النقال موبيليس بالتجهيزات، وستمكّن هذه الخطة التي تسعى السلطات المحلية إلى تسريعها من ضمان تغطية كامل الخط المنجمي الغربي بخدمات الهاتف النقال.
وفي معرض ردّه على سؤال حول ظروف العمل صيفاً، قال والي تندوف “إن الحرارة المرتفعة لم تكن يوماً عائقاً في إنجاز المشاريع، نظراً لوجود خطط بديلة وتقنيات حديثة يمكن من خلالها تفادي درجات الحرارة المرتفعة في الصيف من أجل ضمان سيرورة المشروع دون انقطاع”.
وتابع قائلاً، إن شركات الانجاز لجأت إلى أحد الحلول الشائعة والمعمول بها عالمياً، وهو العمل بنظام التناوب وصبّ الاسمنت ليلاً حين تنخفض درجة الحرارة، مشيراً إلى أن شركات الانجاز تعمل حالياً بالحلّين وتركيز العمل من العاشرة ليلاً إلى غاية ساعات الصباح الأولى وهي ظروف مواتية للعمل.
تجدر الإشارة الى أن أشغال إنجاز الخط المنجمي الغربي في شقّه الرابط بين تندوف وغار الجبيلات تتمّ على مدار 20 ساعة في اليوم، حيث يتوقف المشروع لمدة 04 ساعات فقط خلال أوقات الظهيرة التي تُسجَّل فيها ذروة درجات الحرارة، وقد مكّن نظام العمل هذا من إحراز تقدّم ملحوظ في الميدان.