تعدّ المساحات الغابية إحدى أهم الوجهات السياحية التي تقصدها العائلات للترفيه والاستجمام والتي تساهم في ترقية وتطوير سياحي واقتصادي للمناطق الغابية، لاسيما في ظل إجراءات الاستغلال المشجعة والتسهيلات التي أقرتها السلطات المحلية لولاية مستغانم بمعية محافظة الغابات بهدف تثمين الفضاء الغابي وإعطاء فرصة للاستثمار في هذا المجال الواعد.
تعرف السياحة الغابية بمستغانم توافدا منقطع النظير للزوار الذين يبحثون عن الهدوء والاستمتاع بخضرة المكان، بحيث تتوفر المدينة على سبعة غابات استجمام تمّ اختيارها لموقعها الاستراتيجي، وكذا لما تعرفه من ثروة غابية وسياحية هائلة لعلّ أبرزها غابة «بورحمة» التي أضحت وجهة للعائلات الباحثة عن الراحة والاستجمام.
تشجّع السلطات المحلية لولاية مستغانم على الاستثمار في السياحة الغابية من أجل خلق غابات ترفيهية للراحة والاستجمام مع توفير أماكن ومساحات للعب ومرافق أخرى بشرط الحفاظ على الغطاء الغابي حسب دفتر شروط المنجز من طرف مصالح الغابات، بحيث تضمّ الولاية ما يفوق 32 ألف هكتار من الغطاء الغابي.
وبذلك منحت ذات السلطات رخص لاستغلال غابات الاستجمام الواقعة بكل من سيدي بن ذهيبة ببلدية ماسرى، غابة سيدي منصور ببلدية استيديا، فيما سيتمّ الإعلان عن مناقصة استغلال غابة سداوي ببلدية سيدي لخضر قريبا، مما سيسمح بترقية المنتوج السياحي الوطني وتدعيم الاقتصاد من خلال خلق مناصب شغل جديدة ومتنفسا حقيقيا للعائلات مقصدها وراحتها.
غابة «بورحمة» وجهة العائلات المفضلة
تعتبر غابة الاستجمام كاب ايفي «بورحمة» عينة من بين سبع غابات استجمام سيتم تهيئتها عبر تراب ولاية مستغانم،
تتربع غابة «بورحمة» الواقعة ببلدية بن عبد المالك رمضان على بعد 30 كلم شرق عاصمة الولاية على مساحة قدرها 17 هكتارا، تحتوي على عدة مرافق وتوفر مجموعة من الخدمات على غرار الخيم التقليدية، ألعاب أطفال ومسالك التجوال داخل الغابة.
كما تتوفّر على مطعم خاص بتقديم أكلات تقليدية إلى جانب هذا تمّ إنجاز مطعم كبير باستعمال مادة الخشب الطبيعي كما تمّ بناء أكبر شلال طبيعي على مستوى الغابة، ديكورات زينت المكان وعكست جمال الطبيعة العذراء، فضلا عن الأمن والنظافة كلها عوامل ساهمت في جذب الزائرين من كل أنحاء البلاد.
أضحى هذا الفضاء السياحي الطبيعي خلال السنوات الأخيرة مقصدا للزوار من داخل وخارج الولاية لقضاء لحظات رائعة مع الأطفال، حيث يجلبون معهم كل ما يحتاجونه من مياه ومشروبات منعشة، كما يقوم البعض الآخر بتحضير المشاوي في الهواء الطلق، فيما يفضل آخرون تناول الغداء في المطاعم المفتوحة بهذا الفضاء.
هذا إلى جانب، وجود خيم صغيرة تعرض فيها الصناعة التقليدية من أواني فخارية وأدوات نحاسية وكذا مصنوعات الجلدية وحلي وغيرها من التذكارية، التي يقبل الزوار على اقتنائها كتذكار من المنطقة.
وتبقى غابة «بورحمة» ملاذ الكثير من العائلات المستغانمية والزائرين من مختلف ولايات الوطن لنيل قسط من الراحة بعيدا عن مشاغل الحياة في جو هادئ وآمن، حيث عرفت الغابة زيارة 90 ألف سائح خلال موسم الاصطياف الفارط.
للإشارة، أنشئ هذا الفضاء الترفيهي في إطار المرسوم التنفيذي 06-368، المحدد للإطار القانوني لرخصة استغلال الغابات الترفيهية، وهو واحد من ستة فضاءات مماثلة تتواجد بسيدي منصور 16 هكتارا (استيديا)، وأرض خضرة 10 هكتار (خضرة) وغابة الحرية 10 هكتار (مستغانم)، وعين إبراهيم 16 هكتارا (سيدي لخضر) وسيدي بن ذهيبة 09 هكتارات (ماسرة)، والسويدي 16 هكتار (بوقيرات) بمساحة إجمالية تفوق 92 هكتارا.