التحاليل المخبرية أكدت تلوّثها

اختلاط المياه القذرة بالجوفية بمسطراش بتيزي وزو

تيزي وزو: نليام م.

يعيش سكان بلديتي اسي يوسف ومسطراش، بدائرة بوغني، جنوب ولاية تيزي وزو، على وقع أزمة حقيقة وهاجس يؤرق يومياتهم بسبب تلوث المياه الجوفية بالمياه القذرة، والتي وجدت ضالتها في باطن الارض لانعدام قنوات الصرف الصحي، وقدم القنوات المتواجدة في بعض المناطق.
 
سكان المنطقة استنجدوا بمياه الينابيع الطبيعية والآبار لمواجهة العطش والجفاف الذي عصف بالولاية، خاصة مع شح الأمطار والانخفاض الكبير لمنسوب مياه سد تاقسابت، حيث وجدوا متنفسا في مياه هذه الموارد الطبيعية التي تزخر بها المنطقة التي تتميز بطابعها الجبلي، ووفرة الثروة المائية الباطنية لتكون الوجهة المفضلة لسكان مختلف المناطق من أجل التزود من مياهها العذبة، حيث تعرف هذه الأماكن ازدحاما كبيرا في فصل الصيف على وجه الخصوص، إلا أن الوضعية لم تدوم طويلا، حيث وقف سكان هذه المنطقة على كارثة بيئية، نتيجة تسرب المياه القذرة الى هذه الموارد الطبيعية واختلاطها بالمياه الجوفية، ما ينذر بكارثة وبائية ستلقي بظلالها على الصحة العمومية، خاصة بعدما أكدت التحاليل المخبرية أن جزءا كبيرا من المياه الجوفية قد تلوث، بحسب ما أكده أحد المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي بالمنطقة.
الوضعية التي أفرزتها المياه القدرة التي تسيل أغلبها في العراء معرضة المياه الجوفية للتلوث، دفعت بالسكان لدق ناقوس الخطر،مطالبين بضرورة اتخاذ الاجراءات الاستعجالية، قصد تجديد شبكات الصرف الصحي وإنجاز أخرى في المناطق التي تغيب فيها، حيث اهترأت المتواجدة بشكل كبير.   
مأساة سكان المنطقة أزمها انعدام المشاريع التنموية في هذا المجال، حيث لا يزال مشروع ربط بلديات بوغني، وفي مقدمتها اسي يوسف ومسطراش، لايزال بعيدا عن حاجيات البلديات المتضررة، وهو ما سيرهن الاستفادة من هذه الثروة المائية الهامة التي تتوفر عليها المنطقة، والتي أصبحت الملاذ الرئيسي لهم على ضوء أزمة العطش والجفاف التي يعيشونها والمترصدة بالولاية للموسم الثاني على التوالي، إلا أنها أصبحت غير صالحة للاستهلاك بسبب تلوثها بالمياه القذرة.
وأعرب سكان البلديتين عن إستيائهم الشديد وأسفهم حيال الوضعية المزرية، التي يتواجد عليها وادي المنطقة والذي كان فيما مضى مصدرا للمياه العذبة القادمة من قمم جرجرة، ليصبح اليوم وادي للقذارة، بعدما حولت إليه أغلبية قنوات الصرف الصحي وأصبح مصبا طبيعيا للمياه المستعملة، مطالبين بالإسراع في إعادة تشغيل محطة معالجة المياه القذرة المتواجدة في البلدية، والتي استكملت الدراسة الخاصة بها، إلا أنه ولأسباب مجهولة لا تزال حبيسة الادراج، الأمر الذي أصبح أكثر من ضروري لإنقاذ الثروة المائية من التلوث والمنطقة من العطش.
تلوث المياه الجوفية بالمياه القذرة ببوغني، واقع مر يستدعي تضافر الجهود وتدخل المسؤولين في أقرب الآجال من أجل وضع حد نهائي لمعاناة السكان الذين حرموا من هذه الثروة المائية الهائلة التي أصبحت الملاذ الوحيد لهم، على ضوء أزمة العطش العاصفة بالولاية، وإيجاد الحلول اليوم أصبح أكثر من الضروري، خاصة مع اقتراب فصل الصيف حيث تزيد الحاجة للمياه.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024