حلويات قسنطينة

غـــلاء المـــواد الأولـية تٌلهــب الأســعار

قسنطينة: مفيدة طريفي

تعرف أسعار الحلويات الرمضانية بولاية قسنطينة، ارتفاعا ملحوظا خاصة بحلول شهر رمضان الكريم هذه السنة، مقارنة بالسنة الفارطة، فحسب أصحاب المحلات والمختصين بمجال صناعة الحلويات المحلية منها والشرقية أن أسباب الارتفاع يعود لارتفاع المواد الأولية المستخدمة في الحلويات على رأسها زيت المائدة، الدقيق، العسل، المكسرات، البيض إلى جانب الزبدة وغيرها من المواد التي عرفت ارتفاعا في أسعارها بأسواق الجملة.

  نتج عن كل تلك الزيادات ارتفاع في أسعار الحلويات الرمضانية التي كانت تزين شوارع ومحلات الحلويات بالمدينة العتيقة التي كانت تعرض بها مختلف الأنواع، إلا أن غلاء الأسعار أثر سلبا على أصحاب المحلات ما تسبّب في توقف النشاط نهائيا وعدم مزاولته في الشهر الفضيل.  
وتختلف أسعار الحلويات بطبيعة الحال بين الأسعار الشعبية للحلويات التي تباع في المحلات الشعبية المتواجدة بالمدينة القديمة على رأسها السويقة من قبل الباعة المتجولين وبين الأسعار التي تباع في المحلات المختصة بصناعة أجود الحلويات العصرية والتقليدية والتي تستخدم في صناعتها مواد غالية والتي لا يمكن للمواطن البسيط الاقتراب من واجهاتها وأسعارها الملتهبة، حيث يقدّر سعر الصامصة المصنوعة من اللوز لما يقارب 650 ألف دج، البقلاوة والقطايف بـ300 دج للقطعة الواحدة، المقرقشات التي كانت تباع بأسعار معقولة عرفت هي أيضا ارتفاعا، حيث وصل الكيلوغرام الواحد إلى 600 دج. أما حلوى الترك فقد أصبحت بعيدة كل البعد عن قدرة المواطن لشرائها وفيما يخص الحلويات العربية والسورية وحتى التركية فمن استطاع إليها سبيلا، حيث يقدر صحن الكنافة لما يعادل 3000 دج، أما البقلاوة التركية فتجاوز سعر القطعة الواحدة لـ500 ألف دج.  
في هذا الإطار، يقول صاحب مطعم «زهرة المدائن» السوري الجنسية والذي يعرف بالولاية بصناعته لحلويات وأطباق سورية ولبنانية أن أسعار الحلويات الرمضانية عرفت ارتفاعا محسوسا بالفعل، هذا الموسم لا سيما فيما يخصّ الحلويات التقليدية والمصنّعة من مختلف أنواع المكسرات، كاللوز والفستق مثلا، أما الكنافة وقلب اللوز، فبطبيعة الحال أسعارها تكون مرتفعة بسبب ارتفاع أسعار مكوناتها الأولية، ليضيف قائلا أن الطلب قد تراجع مقارنة بالسنوات الفارطة بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطن، ما تسبّب في عدم صناعتها إلا بطلب من المستهلك، لأنها أضحت مكلفة حتى على أصحاب المحلات، أما أسعار الحلويات الأخرى حسب «رمزي» صاحب محل حلويات ببلدية ديدوش مراد أن أسعار الحلويات ارتفع بارتفاع المواد الأولية، حيث ارتفعت حلويات الفواكه المختلفة بطريقة فارقة حيث بلغت حدود 60 و90 دج، مؤكدا أن الارتفاع أيضا يعود لتوقف عدد كبير من صناع الحلويات والمرطبات عن النشاط خلال الشهر الفضيل لعدة أسباب على رأسها الارتفاع الجنوني للمواد الأولية والتي يقابلها التراجع الرهيب للقدرة الشرائية.  
من جهته «عمي محمد الزلابجي» صاحب أقدم محل بالمدينة العتيقة وتحديدا بحي رحبة الصوف القديم الذي وفي زيارتنا له وجدناه يقف رغم كبر سنه على صناعة الزلابية التي تعتبر من أشهى الوصفات وأقدمها، يعرف بإتقانها ونظافة تحضيرها، أكد أنه يصارع الأسعار التي تشهد التهابا غير معهودا، ما أثر سلبا على صناعة الزلابية بشكل يومي وبكمية تكفي الطلب، فضلا عن ارتفاع سعرها لما يعادل 400 دج بسبب غلاء مادة زيت المائدة وكذا البيض والعسل اللذان يعتبران العنصران الأساسيان في صناعة حلوى الزلابية. أما فيما يخص الأنواع الأخرى على غرار المقرقشات والصامصة فقد تمّ إقصائهما من المشهد لعدم توفر الإمكانات اللازمة لتحضيرهما وعرضهما على المواطن الذي بدوره وجد نفسه غير قادر على اقتنائها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024