تراجع التبذير ونقص الإقبال على المخابز

ازيـاد الطلـــب علـى «المطلوع «والحامضة» بالشلف

الشلف: و.ي. أعرايبي

تحرص العائلات الشلفية خلال أيام رمضان الفضيل على اقتناء خبز «المطلوع» و»الحامضة» التقليدية عوض التوجّه للخبازبن، مما كشف عن تراجع ملحوظ في عملية الاستهلاك وحتى التبذير الذي قلّ بدرجة محسوسة، حسب ما سجلناه لدى وقوفنا بعدة مواقع والتحدث لدى عينة من المجتمع المدني وبعض المستهلكين.

الظاهرة التي انتشرت بين أوساط المستهكين في حركة التسوّق اليومي في معظم بلديات الشلف لدى العائلات التي سجّلت إقبالا محسوسا على اقتناء مادة المطلوع والحامضة المشكلة من دقيق الشعير الذي تتفنن في صنعه العجائز خاصة المنحدرات من مواقع الأرياف والمداشر والقرى النائية.
هذه الوضعية أبانت عن ميل كير من طرف الزبائن الذين يتعاملون يوميا مع بائعات من فئة النساء والبنات لاقتناء هاتين المادتين، كما سمح هذا الإقبال بدخول صنف الرجال والأطفال من الذكور المحملين يوميا بدوائر المطلوع والحامضة ابتداء من الفترة المسائية التي تزدحم فيها حركة التسوّق على الأرصفة وأمام المحلات التجارية الكبرى ومواقع بيع «الزلابية».    تفضيل هاتين المادتين جعل الكثير من أرباب الأسر يتراجعون بشكل محسوس عن شراء مادة الخبز من الخبازين، بالرغم من تفنن بعض من هؤلاء في تحسين الأشكال والأنواع لهذه المعروضات على مستوى الرفوف. الأمر الذي جعل العملية التجارية تتراجع بشهادة الخبازين الذين اعترفوا بعملية التفضيل لزبائنهم القدماء في شراء منتوجاتهم، وجعل الإقبال على المخابز يعرف بعض التذبذب يقول جمال وفريد ومحمد ممن لهم علاقة مهنية في بيع مادة الخبز.هذه الظاهر مكّنت الزيادة في حجم المبيعات لهذه الأسر، خاصة الميسورة الحال والمتوسطة الدخل، يقول علي وخديجة أمام قفتيهما.
فإذا كانت العملية التجارية غير مقنّنة، فإن بيع خبز المطلوع والحامضة قد فرض نفسه بالرغم من ارتفاع سعر الوحدة ، فالحامضة يتراوح سعرها بين 70 و100دج والمطلوع الخاص بدقيق القمح فالثمن يتراوح بين 30 و40 دج ولدى البعض الآخر 50 د.ج إذا كان من النوعية الجيدة. وقد فسّر الباعة هذا الإرتفاع في سعر الوحدة بغلاء قنطار القمح اللين والصلب ومادة الشعير خاصة هذه السنة، يقول قدور وسعيد.
أما بشأن هذا التفضيل الذي يلجأ إليه بعض الزبائن، فإن تفسير الأطباء ينطلق من مكونات هذه المواد والقيمة الغذائية التي تلائم طبيعة الصائم والشخص العائلي وإمكانياته الصحية خاصة إذا كان يعاني من تعقيدات في عمليات الهضم على مستوى المعدة. لكن بحسب ذات الإطار الصحي فإن التشخيص ليس عاملا فقد يكون الإقبال هو تغير العملية الروتينية في إقتناء هذه المادة من الخبازين، لذا يلجأ الزبون لإحداث الإستثناء من باب الفضول والشهية التي قد تتغير حتما مع إنتهاء شهر رمضان المعظم، يقول محدثنا.
ولم تتوقف إنعكاسات الظاهرة عند هذا الحد، بل تعدّت حينما لاحظ الجميع بما فيه المعتمين بمجال البيئة وجمع النفايات
والمواطنين الأحرار من البسطاء الذين يجمعون مرميات مادة الخبر، حيث أكدوا لنا أن ظاهرة الرمي قد خفت بشكل كبير ومحسوس خلال هذا الشهر المعظم، فإتناء الخبز التقليدي عادة ما يكون بكمية مدروسة وبدرجة قليلة من حيث عدد الوحدات، لذا فرميه لا يكون بنفس حجم أكوام الخبر التي طالما تعايشوا معها حسب جيلالي صاحب الدراجة النارية الذي صار هذه الأيام يجوب الأحياء دون جمع كيسين حسب قوله. وبنظر أحد الأئمة فالسلوك سوي ومقبول ونشجع عملية التقليل في الإستهلاك ومحاربة التبذير بكل أنواعه، فرمي الخبز سلوك لا يقبله عاقل، وبالتالي فهو في النهاية رمي النعمة والأموال، وهذا تبذير وفساد غير مقبول دينيا ولا أخلاقيا ولا إقتصاديا لذا وجب توسيع عملية التحسيس والتوعية، يشير محدثنا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024