ما تزال منذ بداية شهر رمضان، ظاهرة انتشار طوابير من المواطنين مصطفة أمام بعض محلات المواد الغذائية، في عدد من أحياء مدينة بشار، إذ يقف هؤلاء لعدة ساعات تحت أشعة الشمس، ينتظرون الشاحنة المحملة بالحليب، للظفر بكيس أو كيسين، بحسب العدد الذي يحدده الباعة لزبائنهم، وأحيانا قد لا تأتي الشاحنة ليعودون إلى بيوتهم بأياد فارغة.
في جولة قادت « الشعب» إلى سوق مدينة بشار، صرح لنا أحد المواطنين، بأن مادة الحليب غير متوفرة بالكمية المطلوبة في مدينة بشار، و أنه يضطر في كثير من الأحيان إلى قطع عدة كيلومترات، من حي الدبدابة، نحو حي بشار الجديد، للوقوف في طابور طويل وعريض، من أجل اقتناء كيس حليب يفترض أنه مدعم بسعر 30 دينارا، على اعتبار أن الحليب مادة أساسية يجب أن توضع على مائدة الافطار لدى العائلات البشارية «، وأضاف قائلا: « إنه من العيب أن يخرج الواحد من عمله، فيجد نفسه في طابور ينتظر شراء كيس حليب»، متسائلا: إلى متى نظل على هذه الحالة ؟.
وكانت ظاهرة الطوابير التي تكررت في الأيام الأولى من شهر رمضان، بمدينة بشار، بسبب الندرة الحادة في مادة الحليب المبستر، لا سيما بعد تفادي الكثير من تجار التجزئة بيع الحليب المدعم، نظرا لهامش الربح الضئيل، و الخسائر التي تنجم بسبب تمزق الأكياس، مما أدى إلى تقلص عدد محلات بيع الحليب في أحياء المدينة، وهو ما أدى إلى ضغط متزايد على هذه المادة، قد خلفت استياء كبيرا لدى المواطنين، الذين طالبوا الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل ووضع حد لذلك.
من جهته، المدير الجهوي للتجارة بولاية بشار، هلالي عمر، كان قد أرجع في تصريح سابق لـ «الشعب» أن بعض الأزمات عادة ما تكون ناجمة عن سلوكات بعض المواطنين الذين يتسببون فيها، إلى جانب الإشاعات المتداولة حول المنتوج، وبالتالي يلجأ بعض المواطنين إلى اقتناء كميات كبيرة وتخزينها في بيوتهم، تؤدي إلى خلق ارتباك و تذبذب في المنتوج و قلق لدى باقي المستهلكين، مؤكدا أن كميات الحليب التي يتم إنتاجها من الوحدات المتواجدة على مستوى الولاية، تكفي لتغطية متطلبات جميع سكان الولاية، داعيا إلى اقتناء الحليب بشكل عقلاني، والتوجه إلى أسواق الرحمة التي خصصتها مديرية التجارة لاقتناء متطلبات شهر رمضان بأسعار جد مدروسة، بحسب ذات المتحدث.