أعاد شهر رمضان الكريم بولاية باتنة ظاهرة انتشار الأسواق الفوضوية بمداخل مدن باتنة وبشوارعها وبفضاءاتها العمومية، بالرغم من فتح العديد من الأسواق الخاصة بالمناسبة، حيث وجد المواطن في هذه الأسواق الفوضوية فرصة ثمينة لاقتناء مستلزماته خاصة تلك التي يعرضها التجار الموسميون الذين كيفوا تجاراتهم مع المناسبة الفضيلة.
لا يكاد يخلو حي شعبي بباتنة من طاولات لشباب في مقتبل العمر يعرضون سلعا مختلفا تستهوي الزبون كونها بأثمان معقولة وفي متناول المستهلكين خاصة الفواكه والحلويات الشرقية والمكسرات دون الحديث عن بعض الأطباق التي تميز المناسبة كطبق الدوبارة والزلابية وبعض العجائن التقليدية المميزة.
تعرف مدن بريكة، عين التوتة، اريس ومروانة ومدينة باتنة، انتشارا كبيرا لمختلف طاولات التجار الفوضويين، الذين فضلوا عرض سلعهم منذ دخول الشهر الفضيل على حواف الطرق، واللافت في هذه الأسواق الفوضوية أسعارها التنافسية مقارنة بتلك التي تعرضها المحلات التجارية والأسواق المرخصة، التي ترهق جيوب المواطن لملء قفة رمضان.
فمدخل مدينة باتنة بمحاذاة المحول الجديد وطريق سيدي معنصر ووسط المدينة ومداخل القطب العمراني الجديد حملة بأجزائه الثلاثة وعلى حواف الطريق الوطني رقم 03 الرابط بين باتنة وعين التوتة ومداخل بريكة وغيرها أصبحت ملاذ المواطن البسيط لتجهيز مائدة رمضان بكل ما لذ وطاب في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار بالمحلات التجارية النظامية.
وتصنع طاولات الشباب ديكورا مميزا يستهوي الزبون احتلوا كل الأرصفة، ومنهم من قام بوضع شاحنته على حافتها، لاستعمالها كخزائن للسلع، بعد أن نصب بعضهم الآخر خيمات وزينوا الطاولات بالأضواء بالرغم من تأثيرها على حركة السير سواء للراجلين أو المركبات بسبب الازدحام المروري، والمخاوف من تفشي الوباء من جديد.
وأرجع غالبية التجار الذي عرضوا سلعهم في لجوئهم إلى هذه الأسواق الفوضوية إلى البطالة وظروف الحياة الصعبة خاصة مع تراجع فرص العمل ما دفعهم إلى استغلال أوقات الفراغ والخروج إلى الأرصفة لعرض سلعهم التي اقتنوها خصيصا لهذا الشهر المبارك.
وأكدوا أن تجارتهم قد انتعشت مؤخرا، منذ بداية شهر رمضان، خاصة ما تعلق ببعض المنتجات كالخضر والفواكه والألبسة والأحذية الخاصة بالأطفال، إضافة إلى اللحوم البيضاء والحمراء التي تباع بأسعار معقولة جدا، بالرغم من ارتفاعها في الأسواق والقصابات، مع وفرة الخطفة والشاربات، والكثير من أنواع الاجبان والمعجنات.
زبائن هذه الأسواق وبعد أن كانوا في السابق من أصحاب الدخل البسيط، تم اكتساحها أيضا من طرف الأطباء والأساتذة الجامعيين وباقي فئات المجتمع التي تعيش أريحية مادية، ووجدوا ضالتهم في وفرة المنتجات التي يحتاجونها في رمضان خاصة وأنها تتميز بالجودة والتنوع، ساعدت جيوبهم بسبب انخفاض الأسعار بهذه الطاولات، إضافة إلى أن تجار هذه الطاولات يسمحون لهم باقتناء ما يشاؤون وبالكميات التي يرغبون.