اخرجت سيول الأمطار الرعدية التي تهاطلت بقوة على منطقة المحمدية بولاية معسكر، سكان دوار بلخير «سوق التمر»، عن صمتهم، بعد أن غمرت المياه بيوت السكان ومازاد الطين بلة، اختلاط مياه السيول بالمياه القذرة، المتدفّقة من نقطة تجميع مياه الصرف الصحي، ما جعلهم يمضون ليلة بيضاء في تصريف مياه الفيضانات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أثاث منزلي.
أوضح المشتكون، أن مصالح بلدية المحمدية لم تكلف أي جهد لتفريغ حوض تجميع مياه الصرف الصحي لدوار بلخير قبل حدوث الكارثة، وتحجّجت بانعدام وسائل التدخل لضخ المياه المستعملة والتخلّص منها عن طريق تصريفها في واد المالح، ما أدى إلى عودة المياه المجمّعة إلى شبكة الصرف الصحي للدوار محل الموضوع وبالتالي تدفقها داخل المنازل.ولم ينتبه سكان دوار بلخير إلى المياه القذرة التي حاصرتهم من كل جانب، إلا بعد انبعاث حاد للروائح الكريهة، لاسيما وأن تهاطل الامطار بغزارة وضعف الانارة الليلية حجب رؤيتهم لسيول المياه القذرة التي غمرت الجهات المنخفضة من طرقات القرية، قبل أن تنفجر البالوعات داخل بيوتهم، مخلّفة خسائر معتبرة دقائق قبل آذان المغرب.
وطالب سكان دوار بلخير، مجلس بلدية المحمدية بالعمل على حل المشكل كاملا وإعادة الاعتبار لمنطقتهم، لاسيما من حيث التكفل بانشغالات القرية التابعة اداريا واقليميا لبلدية المحمدية، موضحين في شكواهم أن السكان محرومون من أبسط حقوقهم وكان اقلها المبادرة إلى اتخاذ اجراءات احترازية تسبق الاضطراب الجوي، باعتبار أن القرية مهدّدة بخطر الفيضانات، معرّجين الحديث أن أعمدة الانارة لا يستفيد منها جميع مطالبين بتعميمها.
وأشار السكان، أن تخصيص مشاريع لتهيئة طرقات القرية وانجاز أرصفة، قد يحول دون وقوع مشاكل مماثلة في الفترات الماطرة ويمنع السيول من التدفق إلى منازلهم، موضحين أنهم يتكبّدون خسائر جمة جراء مياه الامطار
والسيول التي تجرف معها أطنان من النفايات والأتربة، فضلا عن مخاطرها في انتشار الأوبئة والأمراض المتنقلة عبر المياه.
ولفت السكان المحتجين، الى جملة من المشاكل التي تؤرق يومياتهم، مجددين مطلبهم بتسوية الوضعية الادارية لسكانتهم المشيدة منذ سنوات الاستقلال، موضحين أن تأخر عملية التسوية الادارية لسكناتهم عطّلت الحركة التجارية بالتجمع السكني وأغلقت أمامهم فرصة فتح محلات خدماتية، ما زاد من عزلة المنطقة وتخلّفها التنموي، حيث يضطر سكان دوار بلخير إلى قطع مسافات طويلة لاقتناء الخبز أو أيّ من الحاجيات اليومية الضرورية من مركز مدينة المحمدية، كل ذلك في غياب سبل المواصلات ومخاطر انتظارها على قارعة الطريق الوطني رقم 17أ.
قرية بودادي بسيق تغرق في الأوحال
من جهة أخرى، لا تختلف معاناة سكان دوار بلخير في المحمدية، عن معاناة سكان قرية بودادي بمدينة سيق، حيث يتخبّط سكان قرية بودادي في معاناة كبيرة جراء اهتراء طرقات الحي السكني، مطالبين السلطات المحلية لبلدية سيق بالالتفات لمعاناتهم التي تعود إلى سنوات طويلة من انشاء الحي، من خلال تخصيص مشروع تنموي للتهيئة الحضرية وتعبيد الطرقات التي لم تعد صالحة للراجلين والمركبات، موضحين أن سائقي سيارات الأجرة قلّما يقبلون دخول القرية والعبور على طرقاتها حتى في الحالات المستعجلة على غرار نقل المرضى وإسعافهم.