تشهد فضاءات بيع اللحوم الحمراء بتبسة خلال الشهر الفضيل إقبالا واسعا للمستهلكين على لحم الماعز، سيما بأسواق مدينة تبسة، ويعد المطلب الأساسي على مائدة الإفطار لمرضى الكولستيرول، وقد عقّدت وضعية تهريب الماعز إلى الجارة تونس في السنوات الأخيرة توفر هذا النوع من اللحوم الحمراء.
يتوجّه سكان تبسة لاقتناء لحم الماعز كمادة استهلاكية أساسية خاصة خلال شهر رمضان، حيث كثر استهلاك اللحوم الحمراء، ويعتبر لحم «البرشني» من أجود اللحوم التي يكثر شراؤها خلال هذه الفترة من السنة، وما زال الطلب متزايدا على لحم «البرشني» رغم ارتفاع سعر الكلغ الواحد منه إلى 1500 دينار، وتنفد الكمية منه في غضون منتصف النهار متفوقا على لحم الخروف، الذي عرض بين 1400 دينار و1500 دينار.
وبحسب بعض الزبائن الذين التقتهم «الشعب» بالسوق المغطاة بمدينة تبسة، فإنّ الجدي الصغير الذي يقل عمره عن 6 أشهر كما يعرف لدى العامة «بالبرشني الحليب» مطلوب بكثرة بسبب تغذيته الرئيسية على إكليل الجبل وأعشاب طبيعية تنمو في الأحراش والسهوب، ويتّسم لحمه بتركيبة تكون أقل تشبّعا بالدهون، ما يناسب مرضى انسداد شرايين القلب وارتفاع نسبة الكيسترول وفقر الدم، حيث ينصح العارفون بخبايا الفوائد الصحية للحم الماعز المصابين بالأنيميا الحادة بالإقبال على كبد الماعز لما أثبته من فوائد جمّة بالنسبة للتخفيف من مضاعفات هذا المرض.
وفي هذا الصدد، تقول زعيمي أمينة مختصة في التغذية، إنّ لحم الماعز يحتوي على أحماض دهنية مميّزة لا توجد في لحوم أخرى باعتباره حيوانا نشيطا، ويتسلق الجبال ويتعرض للحرارة ويأكل أنواع مختلفة من الأعشاب والنباتات، ويعيش في بيئة صحية وصعبة ما يساهم في جعل تركيبة لحمه ذات قيمة غذائية متميزة.
وكشفت ذات المتحدّثة أنّ تناول لحم الماعز وحده دون التقليل من استهلاك مصادر الكولسترول الأخرى كالزيوت والزبدة النباتية والعجائن والسكريات لا يساعد مرضى الكوليسترول وانسداد الشرايين، وعليهم متابعة حمية غذائية مناسبة لتفادي الإصابة بالتهابات الأوعية الدموية التي تؤدي إلى تصلب الشرايين والجلطات.
في مقابل ذلك، ترجع أسباب ارتفاع لحم الماعز الذي يرسل حتى إلى الجزائر العاصمة من مشاتي تبسة القريبة من الجبال بالدرجة الأولى، إلى التهريب إلى تونس ويباع الكلغ الواحد في تونس بـ 2000 دينار جزائري، ما يجعل معظم الموالين يوجّهون منتوجهم إلى سوق التهريب .