تعرف أسواق الجلفة تزامنا وحلول شهر رمضان وفرة كبيرة في اللحوم الحمراء وبأسعار معقولة، حسبما لوحظ بعدد من الفضاءات التجارية.
بالرغم من كون أسعار اللحوم الحمراء بمختلف أصنافها عرفت نوعا ما ارتفاعا «طفيفا» هذه الأيام بالمقارنة مع السنة الفارطة، إلا أن «التنافسية» يقول التجار المختصون في هذا المجال سيكون لها تأثير بعد مرور يوم أو يومين من شهر رمضان، حيث يقل التهافت بالشكل الكبير على هذه المادة الأساسية خلال شهر رمضان الكريم.
من جهته، أكد مدير التجارة بالولاية، نور الدين كرمية، أنّ اللحوم الحمراء، على غرار المواد الأساسية ذات الطلب الكبير في هذا الشهر الفضيل، تعرف وفرة «معتبرة» على مستوى الأسواق، مبرزا في الوقت ذاته أن أسعار اللحوم الحمراء بالخصوص يحكمها مبدأ العرض والطلب، مشيرا إلى أن ولاية الجلفة تعرف بامتلاكها لثروة حيوانية كبيرة لها من الجودة والنوعية، ما يميزها في الأسواق «كمّا» و»كيفا».
ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من لحوم الخراف ما بين 1300 إلى 1400 دينار جزائري، وهو الذي كان في العام الماضي لا يتجاوز 1200 دج، في حين فاق سعر لحوم النعاج 1000 إلى 1100 دينار جزائري، بعدما كان لا يتجاوز 850 إلى 900 دج للكيلوغرام الواحد العام الماضي، حسب ما لوحظ.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أوضح أصحاب القصابات الناشطين على مستوى عدد من الفضاءات التجارية الكبرى - على غرار سوق وسط مدينة الجلفة، وكذا سوق حي «بن جرمة» وكذا بعض أسواق من بعض بلديات الولاية - أنّ ارتفاع الأسعار بشكل «محسوس» مرده ارتفاع رؤوس الماشية في الأسواق، والتي ارتفعت بقيمة تتراوح ما بين 3000 إلى 8000 دج للرأس الواحدة، حيث كان الخروف ذو سنة الواحدة لا يتجاوز 22 ألف دج أصبح سعره يتجاوز 28 ألف دج.
من جانبهم، يرى عدد من الموالين التقتهم «وأج» بعدد من الأسواق الأسبوعية للماشية، بأنّ «نقص الأعلاف وفترة الجفاف التي مرت بها المنطقة، هي التي جعلت من العرض رغم وفرته تحكمه زيادة «طفيفة»، وذلك بهدف تعويض نسبة الخسائر الناجمة عن ارتفاع الأعلاف الجافة كمادتي الشعير والنخالة وكذا حزم التبن.
وتعكف مديرية التجارة، بشكل مكثف، على ضمان آليات الرقابة على المنتوج المعروض للبيع بالأسواق، كما هو الحال للحوم الحمراء، من خلال عمل اللجان المشتركة، وكذا نشاط رقابة الجودة والنوعية وقمع الغش، وذلك في سبيل حماية المستهلك من كل أشكال الأخطار الصحية التي قد تنجم عن الموادة الغير صالحة، أو المعروضة بشكل مخالفة، حسبما ما أكده كرمية.
وصرّح لـ «وأج» المفتش البيطري، توفيق بوزويجة، أنّ الرقابة على اللحوم تكتسي أهمية بالغة، حيث يقوم البياطرة على مستوى المسالخ البلدية، بمراقبة صارمة للذبائح والتأكيد على سلامتها من الأمراض، وبالتالي التأشير عليها، في حين يتم إتلاف تلك اللحوم التي تحوم حول الشكوك من حيث سلامتها للاستهلاك.