كشفت التّحريات التي قام بها الدرك الوطني في قضية قتل الطفل توق خليل صلاح الدين من قبل كلاب مسعورة مع بداية شهر مارس الحالي في بلدية العفرون (ولاية البليدة)، بأنّ خطر التعرض للهجوم من هذه الكلاب كان حاصلا قبل يوم حدوثه.
علمت «الشعب» من مصادرها الخاصة، بأنّ الضّبطية القضائية توصّلت إلى أنّ الطفل كان يحمل معه أحجارا، لما يمر عبر البستان الذي تمت مهاجمته بمحيطه، وهو ما يدُل على أنّه كان يحتاط من خطر وشيك، فقرّر استعمال هذه الأحجار للدّفاع عن نفسه.
وبحسب هذه القرينة تأكّد لعناصر الدرك الوطني تعرّض الطفل لهجوم مماثل من قبل أو تهديد كان واقعا، وأنّ صاحب البستان كان يستعمل ثلاثة كلاب للحراسة، والتي أصبحت مفترسة فانضمّت إليها كلاب أخرى ضالة، وفي المجموع بلغ عدد التي هاجمت الطفل 12 أو 13 كلبا، بحسب ما أكّد عمّ الضحية.
وقامت هذه الكلاب بنهش صاحب 12 ربيعا بالكامل في طريق العودة من متوسطتة وسط مدينة العفرون، والتي تبعد عن حي بوعزة جلول بحوالي كيلومترين، وهو الحادث المأساوي الذي جعل السلطات المحلية تتحرّك سريعا لتنظيم حملة إبادة للكلاب المسعورة في المنقطة.
وحول هذه الظّاهرة، أكّد عبد القادر بزاري عضو المجلس الشعبي البلدي لبلدية الشفة (البليدة)، بأنّ الكلاب الشخصية يتعين على صاحبها وضع لجام لها، وتلقيحها كي لا تؤذي أحد بحسب ما ينص عليه القانون، أما الكلاب الضالة فتقوم البلديات بوأدها بناء على الشكاوى أو ورود معلومات تواجدها في منطقة معينة.
وبعد مراسلة الوالي والحصول على رخصة، تنظّم البلدية حملة إبادة لهذه الكلاب بمساعدة جمعية الصيادين، وبحضور أفراد الدرك والشرطة والحماية المدنية، ومكتب النظافة للبلدية، تتم العملية بحسب المتحدث.
للإشارة، فقد تمّ إدانة صاحب البستان الذي يستعمل الكلاب للحراسة بعقوبة ثلاث سنوات حبسا نافذا عن جنحة التسبب في القتل الخطأ، ومخالفة ترك حيوان مجنون يهيم، وهذا بعدما ترك الكلاب الشرسة طليقة.