تشهد مدينة بسكرة تراكمات عقود من الإهمال والتجاهل طالت مختلف مناحي الحياة وأثرت سلبا على المحيط المعيشي، وهو ما يتطلّب اليوم جهودا استثنائية لتجاوزه، لكن يبدو أن المعادلة صعبة في ظلّ تزايد الاحتياجات وشحّ ونقص الإمكانيات المادية لمدينة تتوسّع عمرانيا ويزداد عدد ساكنيها باستمرار.
رئيس المجلس الشعبي لبلدية بسكرة، طارق جودي كشف لـ»الشعب» عن مسح شامل لواقع البلدية في مختلف المجالات ووضع خارطة طريق تتضمن إزالة ما يعيق عمليات التحرّك لدعم التنمية واستعادة الوجه الحقيقي لعروس الزيبان الذي شوّهته عقود من الارتجالية واللامبالاة ،لاسيما في مجال تحسين المحيط المعيشي حيث بادر المجلس الجديد حسبه بمسح لإمكانيات البلدية خاصة في مجال رفع القمامة المنزلية،التي تحوّلت إلى بؤرة سوداء.
ويضيف رئيس البلدية، أن حظيرة البلدية كانت بها شاحنة واحدة لرفع القمامة و13 جرارا بينما باقي الآليات معطلة بما فيها سيارات مقيدة سنة 2018، وقد تمكنت البلدية من خلال مبادرات تطوعية من إصلاح خمس شاحنات وإعادة إدماجها في الخدمة.
وحسب تصريح رئيس البلدية، فإن هناك مؤسسة عمومية مكلفة بجمع القمامة على مستوى المدينة، إضافة إلى مؤسسات خاصة ضمن عقود تربطهم بالبلدية، وسيتم مستقبلا إعطاء العملية لهذه المؤسسة «سكرة نات» لتتكفل بدورها بإبرام عقود بقية المؤسسات الخاصة.
ومن أجل إشراك المواطن في عملية تغيير الواقع نحو الأفضل برمجت البلدية حملات تطوعية للنظافة وتوعية المواطن بأهمية التشجير مسّت عدة أحياء، إضافة إلى توفير 1100 شجيرة غرسها وتوزيعها على المواطنين الراغبين في التشجير والقادرين على العناية بالأشجار.
وبرمجت البلدية عدة مشاريع لتهيئة وسط المدينة وتتضمن إعادة الاعتبار لحديقة 20 أوت وساحة الحرية التي تعتبر واجهة عاصمة الولاية والتي تعرف تدهورا كبيرا ومؤثرا، إضافة إلى توسّع طريق الزعاطشة وإعادة استغلال مبنى المحطة البرية القديمة وتهيئة حافة الوادي لجعلها فضاء ومتنفسا للعائلات البسكرية، ويضيف رئيس البلدية أن مصالحه تعكف على إدخال الطاقة الشمسية في الإنارة العمومية انطلاقا من حيي المسيد وسيدي غزال إلى طريق المطار الذي عرف مؤخرا عمليات تشجير واسعة.
وفي نفس السياق، أشار رئيس البلدية إلى الوضعية الكارثية للطرقات داخل النسيج العمراني نتيجة الحفر الناتجة عن الأشغال والتي تبقى أشهرا دون إعادتها إلى وضعها الأصلي خاصة أشغال سونلغاز ومؤسسة توزيع المياه، موضحا أن الوقت حان لمراجعة حقوق ورسوم إعادة تزفيت الشوارع المهترئة بفعل الحفر.
كما سيتم دراسة تهيئة السوق المغطاة بكيفية ملائمة خاصة وأنه يوجد في حالة كارثية رغم صرف 03 ملايير سنتيم في عمليات غير مجدية لم تغير شيئا في هذا الفضاء التجاري،يضاف إلى ذلك وجود 800 محل من أملاك البلدية لا تستفيد ميزانية البلدية منها نتيجة عدم تسديد الأغلبية لمبالغ الإيجار الزهيدة الأمر الذي يتطلّب حسب رأيه مراجعة أسعار الكراء وذلك بعد تحصيل الديون المستحقة لفائدة البلدية، حيث وجّهت إعذارات إلى مستغلي هذه الأملاك لتسديد ديونهم.