يجد سكان قرية العزيز بلقاسم، نفسه وسط دوامة أنهكت قواه واستهلكت أعصابه، سيما وأن الوضعية المزرية التي يتكبدونها لا يستطيع لأي عقل أن يتحملها أو التعايش معها خاصة وأنهم يعانون من هذا الوضع منذ سنوات الاستعمار.
رصدت «الشعب» معاناة سكان «قرية العزيز بلقاسم» التي تقع عند حدود حي القراح وبلدية عين مليلة، والتي تبعد عن بلدية أولاد رحمون بـ8 كلم، السكان وعلى رأسهم ممثل القرية التي يقطنها 700 عائلة والتي تعود نشأتها لسنوات الاستعمار يعيشون ظروفا معيشية واجتماعية قاسية ملؤها الفقر
والحرمان فمع غياب أبسط ضروريات الحياة يجد الساكن بهذه القرية نفسه محاصرا بين هاجس توفير قارورة غاز البوتان الذي غالبا ما تطرح نذرتها بالمنطقة نضرا للطلب الزائد عليها، فمع غياب هذه المادة الضرورية يضطر المواطن إلى جلبها من مناطق بعيدة تزيد من معاناة هذا المواطن البسيط وتثقل كاهله بمصاريف هو في غنى عنها.
هذا إلى جانب انعدام الماء الشروب حيث يضطرون للتنقل لحي القراح مشيا على الأقدام أو على دهور الحمير والبغال، ليضيف بعض السكان لـ»الشعب» أن مشكل غياب هذه الأخيرة يزداد حدة خاصة مع قدوم فصل الشتاء، حيث تتميز المنطقة ببرودة الطقس وكثرة سقوط الأمطار، حيث تتحوّل الطريق إلى مجرد برك وأوحال هذا في غياب مشاريع التهيئة التي من شأنها أن تخفف من معاناة هؤلاء السكان.
وأكد أحدهم أنهم قاموا في العديد من المناسبات بإرسال مراسلات إلا أنها لم تجدي نفعا، وعليه فإن سكان «قرية لعزيز بلقاسم» يناشدون السلطات المحلية والولائية وعلى رأسهم والي الولاية بضرورة ترحيلهم من هذه الأكواخ التي لا تليق للعيش.
كما يشتكي سكان الحي من وضعية سكناتهم المتردية والمتمثلة في أكواخ هشة تجاور الوادي الذي تحول مع مرور الوقت إلى مجرد مصدرا للمياه القذرة والأوساخ المنزلية والفضلات الحيوانية والتي تعدّ مصدرا لخروج الحيوانات الزاحفة والطائرة، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تشكل خطرا على صحة 100 عائلة.
وأفاد لنا أحد السكان في حديثه مع «الشعب» أنهم يستعدون مع حلول كل فصل شتاء، لاسيما مع تهاطل الأمطار لنقل أغراضهم خارج منازلهم خوفا منهم من فيضان الوادي
وجرفه لأغراضهم، وهي معانات تعود عليها سكان الحي البلدي في ظلّ غياب الحلول والبدائل.
ووقفت «الشعب» على صور تعكس المستوى المتدني للعيش وسط بيوت قصديرية أقرب للأكواخ منها للمنازل المعروفة فمن الطفولة التائهة بين القاذورات المنتشرة بشكل واسع حول منازلهم وصولا إلى الصعوبة الكبيرة لتجاوز سيول مياه الصرف الصحي الراكدة والجارية بسبب العطب الدائم لقنوات الصرف الصحي والتي يمتلئ بها الحي في ظلّ الروائح الكريهة والحشرات والانتشار الواسع للجرذان.
تضاف هذه المشاكل الى مشكل انعدام ضروريات العيش الكريم على غرار الماء والغاز هذا الأخير الذي دفع بالسكان للاحتطاب كوسيلة للتدفئة، سكان الحي البلدي المستاءون، تساءلوا عن سبب التهميش والإقصاء من عمليات الاستفادة من السكنات الريفية كغيرهم من المناطق ذات الطابع الريفي هذا وقد طالبوا بضرورة الاستماع لانشغالاتهم وبضرورة التكفل بمطالبهم.
طرح شباب المنطقة بدوره مشكل عدم استفادتهم من مناصب الشغل التي تعطى لبلدية أولاد رحمون والتي تجعلهم بين مخالب البطالة والانحراف، خاصة في ظل افتقار بلديتهم لأبسط الهياكل التي من شأنها أن تهون عليهم معاناتهم اليومية القاسية في ظل نقص المرافق الترفيهية والرياضية على غرار دور الشباب والملاعب وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على حياة ويوميات هؤلاء الشباب اليائس هذه الوضعية التي دفعت بالعديد منهم بالوقوع بأحضان عالم المخدرات والسموم والانحراف، هذا للهروب من واقع مرير وقاس.