يهدّد الوضع البيئي بمدينة قالمة بخطر صحي نتيجة الانتشار العشوائي للنفايات التي غزت شوارع المدينة وشوّهت النسيج العمراني، بعد أن كانت الولاية في زمن مضى من بين أنظف الولايات في الجزائر.
تعرف أغلب النافورات التي تزيّن مدينة قالمة حالة إهمال، حيث تحوّلت، في السنوات الأخيرة، إلى موقع مخصّص لرمي النفايات. والأغرب في كلّ هذا، أنّ غالبية هذه النافورات تقع وسط المدينة وفي ساحات عمومية، مثلما هي حال تلك الواقعة بمحور الدوران التي تحمل تاريخ مجزرة 08 ماي 1945، والتي تحوّلت إلى مصب للقمامة.
وحسبما لاحظت «الشعب» فإنّ هذه النافورة تحوّلت مياهها الراكدة إلى أوحال وأصبحت «مفرغة عشوائية» تصب فيها مختلف النفايات من أكواب القهوة المستعملة وقارورات المياه الفارغة وغيرها من القمامة، في ظل صمت السلطات المحلية.
نفس الوضع تعرفه نافورة ساحة أول ماي، حيث تحولت هي الأخرى إلى مكب لشتى النفايات من أكواب ورقية وبلاستيكية مستعملة، وتقع النافورة في قلب مدينة قالمة، إلاّ أنّها وحسب بعض المواطنين تتحول ليلا، إلى ملجأ لمستهلكي المخدرات، الذين يخلفون بقايا.
أما بساحة أول نوفمبر التي لا تبعد أكثر من مائة متر عن ساحة أول ماي، تتواجد نافورة أخرى تتوسط محلات تجارية و مقاهي، وتحولت إلى مجرد أطلال بعد أن غابت مياهها واحترقت أضواؤها.
وفي حديثه لـ«الشعب»، عبر مواطن عن استيائه الكبير من الإهمال الذي وصلت إليه النافورات الموجودة بمدينة قالمة، وسط صمت المسؤولين.
ويضيف المتحدث « أنّ أغلبية هذه النافورات تقع بساحات تحمل أسماء، تواريخ ورموز الثورة الجزائرية، أصبحت تملأ بمختلف أنواع القاذورات بدل المياه».
وفي ظل هذا الوضع المتردي الذي تشهده النافورات بمدينة قالمة، يناشد مواطنون السلطات الولائية، وعلى رأسها الوالي، التدخل العاجل لمعالجة الوضع، وإعادة الاعتبار لهذه المرافق وتزويدها بالإنارة العمومية، إضافة إلى أجهزة الكترونية تتيح إخراج المياه بطريقة ذكية تحافظ على البيئة، من جهة، وتعطي جمالية كبيرة، من جهة أخرى.