تعتبر حديقة “قادري” للتسلية والألعاب المتواجدة ببلدية فسديس بباتنة، من بين أهم الأماكن الترفيهية بالولاية على الإطلاق، والتي تقصدها عائلات الأوراس الكبير على مدار العام. غير أن فصل الصيف وشهر رمضان تحديدا يشهد “ذروة” الزيارة، للاستمتاع بالسهرات الرمضانية حيث تحصي الحديقة زيارات الآلاف من العائلات يوميا بعد الإفطار وهو ما وقفت عليه جريدة “ الشعب” خلال زيارتها للحديقة .
وسمحت لنا الفرصة بالحديث مع بعض المواطنين من بينهم السيدة “ليلى”، التي جاءت رفقة زوجها وبنات أختها أين اعتبرت حديقة قادري للتسلية والترفيه “عروس” السهرة في رمضان، وتكون السهرات الرمضانية مملة بدون اللعب والاستمتاع رفقة العائلة والأحباب بمختلف الألعاب المتواجدة بالمركب الترفيهي.
بينما أشار أحد الزائرين الذي جاء رفقة عائلته إلى أنّ حديقة قادري تكون ممتعة جدا ليلا ، بل أنها قد تكون أحسن دواء للقضاء على المتاعب النفسية، ولها نكهة خاصة في رمضان.
وهنا أشارت إحدى السيدات ، التي التقيناها رفقة زوجها وابنيها في أحد مواقف السيارات بحديقة قادري أكدت لنا أنه لا تحلو السهرة في رمضان إلا بتناول المثلجات وبعض الوجبات الخفيفة بصحبة العائلة بحديقة التسلية قادري وخصوصا في هذه الفترة من شهر رمضان أين أصبح يهل علينا رمضان مع موسم الصيف، وأضافت أنها تتمتع كثيرا بتناول المثلجات ليلا خارج المنزل·
أما سمير، أكد لنا أن الحديقة ليلا تختلف عن النهار، فهي في الليل تشهد حركة وانتعاشا حيث تبقى ساحات المقاهي بدوائر باتنة والمعذر وحتى بجرمة مفتوحة إلى وقت متأخر من الليل، وأن السهرة في رمضان لا تكون سهرة بدون الخروج من المنزل وتناول المثلجات مع العائلة أو الأصحاب للتسامر والمرح والترويح عن النفس بالحديقة التي تتوفر على أحدث الألعاب وبأسعار مغرية جدا.
اخترنا منتصف شهر رمضان الكريم للقيام بجولة استطلاعية لحديقة قادري للألعاب والتسلية وكم كانت مفاجأتنا كبيرة عند خروجنا من مدينة باتنة ،حيث وجدنا مواكب من السيارات والحافلات التي تقل العائلات التي بدى واضحا أن برنامجها لتلك الليلة كان مخصصا لحديقة التسلية قادري، حيث وصلنا بعد “زحمة” كبيرة إلى الحديقة، أين لاحظنا توافدا كبيرا للأطفال رفقة أوليائهم، أين امتلأت واجهات الحديقة ومواقفها بهم وبصراخهم، هؤلاء الذين جاءوا من كل مكان حتى من ولايات أم البواقي بسكرة و خنشلة بغية تمضية ما تبقى من وقت السهرة الرمضانية في اللعب والمرح الذي حرموا منه نتيجة تزامن شهر الصيام بفصل الصيف، حيث ألزمهم المكوث بالمنزل طوال اليوم دون إحداث أي تغيير، مغتنمين الفرصة في ذلك للترويح عن أنفسهم، فالسيد “رحمون” القادم من ولاية خنشلة كان من بين الحاضرين رفقة أطفاله أين صرح لجريدة “الشعب” أنه أب لـ4 أطفال وراتبه يدفع في الكهرباء والغاز والماء خاصة أمام المصاريف المتزايدة أثناء شهر رمضان المبارك مما يؤدي إلى انتهاء الراتب قبل انتهاء الشهر أين اضطر إلى تكملة ما تبقى له من الأيام من خلال استدانة بعض المال ، وأمام كل هذا فلا مجال للحديث عن عطلة الصيف والسهر في ليالي رمضان ، لذا لم أجد البديل سوى حدائق التسلية والألعاب للترويح عن أبنائي خلال هذا الشهر الكريم.
خدمات راقي وأسعار مغرية
اتفق أغلب من تحدثنا معهم من زوار حديقة قادري للتسلية والترفيه على أن الخدمات الراقية المقدمة والأسعار المغرية وراء “التهافت” على حديقة قادري، التي تتواجد بمنطقة بعيدة عن ضوضاء المدينة ، كما أن بها مساحات خضراء كبيرة ومختلف المرافق الترفيهية ، حيث تفضلها العائلات لاستنشاق الهواء النقي والتمتع بالجو المنعش، كما أشارت إلى ذلك السيدة وسيلة موظفة بقطاع التربية بباتنة ، حيث أكدت لنا أنها من هواة الطبيعة الممزوجة بالأشجار والاخضرار حيث تقوم بالتوجه إلى هذا المكان كل مساء بعد الإفطار أين تتعالى أصوات الأطفال الممزوجة بنسيم الجو ما يضفي نكهة مميزة.
إذ يجد الزائر لهذه الحديقة كل ما يروق لأطفاله من ألعاب التسلية، إلى جانب توفر الأمن الذي يشكل هو الآخر عاملا مهما في جذب الزوار وتلك الأعداد الهائلة من الأطفال، حيث يتوزع أعوان الأمن على مختلف أرجاء الحديقة ومداخلها، هذه الأجواء من عوامل الأمن والمتعة التي تجتمع في حديقة التسلية قادري أدت إلى إيجاد أجواء تفتقدها الكثير من الأماكن العمومية في الوقت الراهن، حيث أصبحت ملاذا للعائلات كمتنفس يمتص تعب وضغط الحياة اليومية وللهاربين من ضوضاء المدن إلى أحضان السكينة المحاطة بخضرة الأشجار ، حيث يكفي شراء “تيكي” بـ200 دج لتلعب بـ4 ألعاب ،حيث حدد سعر اللعبة الواحدة بـ50 دج مع الإشارة إلى أن الدخول مجاني، كما توفر الحديقة العشرات من مناصب الشغل للشباب الموزع على الحديقة فهذا يبيع الشاي وآخر الشواء وثالث مأكولات خفيفة والرابع يبيع المثلجات دون الحديث عن أعوان الأمن والمهرجين المنتشرين في كل مكان لنشر الفرح والسعادة في قلوب الزائرين خاصة الأطفال منهم. واصلنا جولتنا في الحديقة،حيث لم ننتبه إلى تأخر الوقت بفضل إغراءات الألعاب والتواجد الكبير للعائلات، ومرح الأطفال وصراخهم، حيث التفتنا إلى عقارب الساعة فوجدناها تشير إلى حدود الـ1 صباحا وعلى الرغم من تأخر الوقت إلا أن العدد الكبير للعائلات ما يزال داخلها يبحث عن المتعة خاصة وأن شهر رمضان الكريم معروف بطول السهر والسمر لدى العائلات الأوراسية، كانت آخر لعبة زرناها هي لعبة السفينة الطائرة أين وجدنا مدير الحديقة السيد “قادري ساعد” رفقة ابنه “أمير” يحرصان على راحة العائلات وتفقد الألعاب بين الفترة والأخرى، حيث أكد لنا على المجهودات الكبيرة التي يبذلها لتحسين الخدمات وتطويرها من فترة لأخرى، وبدى التعب والإعياء والإرهاق واضحا عليهم خاصة وأن العائلات بباتنة وبعض الولايات المجاورة “تهاجر” إلى حديقتهم كل يوم، ما يعني مجهودا بدنيا مضاعفا لتلبية حاجيات الزائرين الذين أكدوا على رقي الخدمات المقدمة.غادرنا الحديقة وتركنا الأطفال يلعبون بعد أن نال منا التعب أثناء التجول داخل الحديقة الكبيرة جدا والتي تعتبر من بين أهم وأكثر المرافق الترفيهية الموجودة بالوطن، كما يعتبر من بين أهم المكاسب بولايات الأوراس الكبير.